للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله تَعَالَى) أَي مَسْجِد وَألْحق بِهِ نَحْو مدرسة ورباط (يَتلون كتاب الله تَعَالَى وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم) أَي يشتركون فِي قِرَاءَة بَعضهم على بعض ويتعهدونه خوف النسْيَان (الا نزلت عَلَيْهِم السكينَة) فعيلة من السّكُون للْمُبَالَغَة وَالْمرَاد هُنَا الْوَقار أَو الرَّحْمَة أَو الطُّمَأْنِينَة (وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة) أَي أحاطت بهم مَلَائِكَة الرَّحْمَة (وَذكرهمْ الله) أثنى عَلَيْهِم أَو أثابهم (فِيمَن عِنْده) من الانبياء وكرام الْمَلَائِكَة والعندية عندية تشريف ومكانة وَأخذ مِنْهُ فضل مُلَازمَة الصُّوفِيَّة للزوايا والربط على الْوَجْه الْمَعْرُوف قَالَ بعض الْحُكَمَاء ارْتِفَاع الاصوات بِالذكر فِي بيُوت الْعِبَادَات بِحسن النيات وصفاء الطويات يحل مَا عقدته الافلاك الدائرات فاجتماع أهل الزوايا والربط على الْوَجْه المرضى شرعا وتحققوا بِحسن الْمُعَامَلَة ورعاية الاوقات وتوقى مَا يفْسد الاعمال واعتمدوا مَا يصحح الاحوال تعد بركته على الْعباد والبلاد (د عَن أبي هُرَيْرَة) بل رَوَاهُ مُسلم بِاللَّفْظِ الْمَزْبُور

(مَا اجْتمع قوم على ذكر الله) تَعَالَى (فَتَفَرَّقُوا عَنهُ الا قيل لَهُم) من قبل الله (قومُوا مغْفُور لكم) من أجل الذّكر وَفِيه رد على مَالك حَيْثُ كره الِاجْتِمَاع لنَحْو قِرَاءَة أَو ذكر (الْحسن بن سُفْيَان) فِي جزئه (عَن سهل بن الحنظلية) الاوسى واسناد حسن

(مَا اجْتمع قوم ثمَّ تفَرقُوا عَن غير ذكر الله وَصَلَاة على النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] الا قَامُوا عَن أنتن من جيفة) هَذَا على طَرِيق استقذار مجلسهم العاري عَن الصَّلَاة عَلَيْهِ استقذارا يبلغ الى هَذِه الْحَالة (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (هَب والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن جَابر) واسناده صَحِيح

(مَا اجْتمع قوم فَتَفَرَّقُوا عَن غير ذكر الله الا كَأَنَّمَا تفَرقُوا عَن جيفة حمَار) لَان مَا يجْرِي فِي ذَلِك الْمجْلس من السقطات والهفوات اذا لم يجْبر بِذكر الله يكون كجيفة تعافها النَّفس (وَكَانَ ذَلِك الْمجْلس عَلَيْهِم حسرة) يَوْم الْقِيَامَة زَاد فِي رِوَايَة للبيهقي وان دخلُوا الْجنَّة لما يرَوْنَ من الثَّوَاب الْفَائِت بترك الصَّلَاة عَلَيْهِ (حم عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده صَحِيح

(مَا اجْتمع قوم فِي مجْلِس فَتَفَرَّقُوا) مِنْهُ (وَلم يذكرُوا الله) عقب تفرقهم وَلم (يصلوا على الا كَانَ مجلسهم ترة عَلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة) أَي حسرة وندامة لانهم ضيعوا راس مَالهم وفوتوا ربحهم (حم حب عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده صَحِيح

(مَا أَحْبَبْت من عَيْش الدُّنْيَا الا الطّيب وَالنِّسَاء) ومحبته لَهما الا تنافى الزّهْد فانه لَيْسَ بِتَحْرِيم الْحَلَال كَمَا مر (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن مَيْمُونَة مُرْسلا

مَا أحب عبد عبد الله الا أكْرمه ربه) عز وَجل وَفِي رِوَايَة الا أكْرم الله (حم عَن أبي امامة) واسناده صَحِيح واقتصار الْمُؤلف على أَنه حسن غير حسن

(مَا أحب أَن أسلم على رجل وَهُوَ يُصَلِّي وَلَو سلم على لرددت عَلَيْهِ) هَذَا كَانَ أَولا ثمَّ نسخ بِتَحْرِيم الْكَلَام فِيهَا (الطَّحَاوِيّ عَن جَابر) واسناده حسن

(مَا أحب أَن أحدا) بِضَمَّتَيْنِ الْجَبَل الْمَعْرُوف) (تحول) بمثناة فوقية مَفْتُوحَة كتفعل وَفِي رِوَايَة بتحتية مَضْمُومَة (لي ذَهَبا يمْكث عِنْدِي مِنْهُ) أَي من الذَّهَب (دِينَار) بِالرَّفْع فَاعل يمْكث (فَوق ثَلَاث) من اللَّيَالِي (الا دِينَارا) نصب على الِاسْتِثْنَاء من سابقه وَفِي رِوَايَة بِالرَّفْع على الْبَدَل من دِينَار السَّابِق (أرصده) بِضَم الْهمزَة وَكسر الصَّاد من رصدته رقبته (لدين) هَذَا مَحْمُول على الاولوية لَان جمع المَال وان كَانَ مُبَاحا لَكِن الْجَامِع مسؤل عَنهُ وَفِي المحاسبة خطر (خَ عَن أبي ذَر) جُنْدُب بن جُنَادَة

(مَا أحب أَن لي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَذِهِ الْآيَة) أَي بدلهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {يَا عبَادي الَّذين اسرفوا على أنفسهم الى آخر الْآيَة} تَمَامه

<<  <  ج: ص:  >  >>