للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: لولا ثلث أوله، الذي هو القاف، والمراد الفاء " لصار لفظ السخيف " بعد حذف الفاء: سخى، والسخى موصوف بالكرم.

قوله: وإذ حذف الفاء من لفظ فقير، بقي قير، وهو أسود الظاهر والباطن.

قوله: ولولا رابعه الذي هو الميم لا تحدث الماهية بالموجود، لأن وجود الشيء هيئته، فكأنه قال: لاتحدث الهيئة بالماهية.

وفيه تسامح، لأن المراد من الميم مسماها، وهو مفرد، فكيف يطلق على المركب من الميم والألف.

ويمكن أن يقال: تعدد المراد في هذا الباب كثير، وهو أدخل في الإلغاز.

قوله: ولم يتميز الحاسد عن المحسود، كالأول؛ لأنه لا فرق بين المحسود والحاسد في أصل المعنى.

قوله: لو عدم ثانيه الذي هو الألف، من لفظ الثمار، بقي ثمر، فلم يبق الجمع.

وقوله: قرية بالري، أي وهي خار، وإذا لم تكن الألف فيه بقي: خر. وهو بالفارسية اسم الحمار.

قوله: ولو عدم ربعه، الذي هو السين لم يكن ذلك الربع قلب الجسد، لسقوطه، وتبدلت السكينة، فكانت كينة، من قوله تعالى: " فما استكانوا ".

وفي الصحاح: " وبات فلانٌ بكينة سوءٍ بالكسر، أي بحالة سوء ".

والاستكانة: الخضوع.

قوله: الهرة، المراد منه سنَّور، بعمل الترادف، وإذّا لم تكن فيه السين كان نوراً.

قوله: الحنطة، المراد منه: سلت، على التسامح.

قوله: أوله بالعراق، يعني القاف، في لفظ العراق، وآخره، وهو الميم في لفظ الشام.

قوله: وثلثا ربعه، وهما السين والنون، ومن بسط الرابع وهو السين، يتم به الإيمان، لأنه تم بالنون، والإسلام؛ لأن تمامه بالسين، ولا يلزم أن يكون آخراً.

قوله: وثلث ثالثه، الذي هو السين، وهو المراد من بسطه يبتديء السؤال حقيقةً، كما ترى، وبثاني ثانيه، وهو اللام من الألف، ينتهي القيل والقال.

[ولده بهاء الدين]

الذي استرق النهى، وأشرق بدراً في فلك الازدها.

الهمام الفذ البذ، من تطرب بذكره الأسماع وتلتذ.

تحلى من الفوائد العلمية بما تحلى، واشتهر اشتهار الصبح إذا تجلى.

وازدانت به الدنيا ازديان العاطل بالحلى، والمشكل بالجلى.

والمفرق بالتاج، والمقدمة بالإنتاج.

وحصل بينه وبين الفضل في الاتحاد التساوي، فأنتج مطلبه من الشكل الأول هذا اللازم المساوي.

وأنا أذكر لك خبره على جليته فاعتمد عليه، ولعلك تلغى مالفقه الشهاب من ذكر حاله ولا تجنح إليه.

وذلك أنه كان بالشام تكون خلقته، وبها بان رشده وأحسبه من حين لفته قابلته في خرقته.

ثم انتقل به أبوه إلى قزوين وهلاله آخذٌ في تدويره، وذهنه في مبادى ملاحظته للدقائق وتصويره.

فاستكمل ثمة فضائل المعجبة، وصير عندها فضائل الأول كالمتحجبة.

ولما طنت حصاته في العراق، وتجاوزت فيه المدائح من الغلو إلى الإغراق.

استدعاه الشاه فصير رئيس العلماء في تخت ملكه، وحلى جيد ممكلته منه بجوهر عقد كل جهابذته شذراتٌ في سلكه.

ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهبَّ من مهابِّ القبول رياحه.

فطلع طلوع الشارد، يرد البلاد كالطيف الوارد.

وهو بقتري المسالك، ويقتفر المهالك، ويعاني الممالك.

فحج البيت الحرام، ودخل مصر أم الأهرام.

ثم ورد دمشق فنم عليه فضله كما نم ريح الورد على الورد، ومنه ظهر بحلب الشهباء كما ظهر العلم الفرد.

فلم يمكنه إلا أن شد للعجم نطاق التسيار، ولما وصلها حط بها رحل الاختيار، فصنف وألف، وأبدع حد الإبداع وما تكلف.

وابتسمت به دولة الشاه عباس، وأماطت أقواله فيها حنادس الشبه والالتباس.

مع عزم ينفلق دونه الصخر الأصم، وحلم يقصر عنه الطود الأشم.

ورأيٍ عليه المعول، وفكرٍ هو المعقول الأول.

وهناك ما شئت من رفة الألفاظ، ولطافة معانٍ تتعلم منها السحر غمزاتٌ وألحاظ.

وتفنن في العبارات يتحير له اللاحظ، وغرائب آدابٍ تكلُّ في استخراج دقائقها عيون الجاحظ.

إذا طلعت أغصان أقلامه في رياض أدبه الجنية الغروس، سجدت لها الأقلام سجدة الشكر في محاريب الطروس.

فأقلام إفادته لا تنسب بإعياءٍ قط، وصحائف مجده لم تشن من حسودٍ بنقط.

وهو في اللسانين فارسٌ بطل، فالعربي من بعده تعجم والفارسي بطل.

وله من عقائل اللسانين كل فاتنة الطرف، استوفت في مدى البلاغة اللطف والظرف.

فمن بدائعه قوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>