للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها اللهُ من رُعْبوبةٍ سفكتْ دمي ... بمُرْهَفِ ماضِي اللَّحْظ قْتلا على عَمْدِ

تعشَّقتُها أختَ المَهاةِ خَريدةً ... ثَوَى حبُّها في القلب مُذ كنتُ في المهدِ

فعَنِّى إليك اليومَ يا عاذلِي اتَّئِدْ ... أتحسَب أن النصحَ في حبِّها يُجْدِي

أتعذُلني في حبِّ دَعْدٍ جهالةً ... وتزعُم يا مغرورُ أنك في رُشْدِ

أيقبَل فيها اللومَ سمِعي وقد سرتْ ... محبَّتُها في الجسم بالعكْسِ والطَّرْدِ

وأُقْسِم بالمُسْوَدِّ من مِسْك خالِها ... وبالشَّفق المُحمرِّ من صفحةِ الخَدِّ

وبالمُقْلة النَّجْلاءِ والمَبْسم الذي ... تسَتَّر بالياقوت والمِرْشَفِ الشُّهْدِ

لَوَ أنَّك تشكو ما بقلبي عذَرْتني ... وما لُمْتَ لكن ليس عندك ما عندِي

وله من قصيدة، أولها:

صَبٌّ لأحلِ ظِباءِ حاجِرْ ... صَبَّ الدموعَ من المَحاجرْ

وغدا أسيراً عندما ... ملكَتْ جوارحَه الجآذِرْ

حكمتْ عليه الغانيا ... تُ وأمْرُهنَّ على النَّواظرْ

أن لا يزالَ مُعذَّبا ... وَلْهانَ طولَ الليلِ ساهرْ

من كلِّ هَيْفاءِ القَوا ... مِ تَمِيسُ في حُلَلٍ نواضِرْ

دقَّتْ حشاً فتمنْطقتْ ... فوق الغلائلِ بالأساوِرْ

خَوْدٌ بِعامِلِ قَدِّها ال ... عَسَّالِ كم كسَرتْ أكاسِرْ

عجَباً لمُرهَف لَحْظِها الْ ... وَسْنانِ يفتك وهْو فاترْ

عَذْارءُ تعْتذرُ البدُو ... رُ لها إذا رامتْ مُناظرْ

ما دَعْدُ ما ذاتُ الوِشا ... حِ وما سعادُ وما تَماضِرْ

إن أسْفَرْت عن مَنظرٍ ... زَاهٍ يفوق الشمسَ زاهِرْ

يا حبَّذا ذاك المُحَي ... يَا والمُكحلَّةِ السَّواحرْ

والمَبْسم العذبِ الشَّهِيِّ ... وما حَواه من الجواهرْ

وَاطُولَ شوقي لِلَّتِي ... قد أرسلتْ تلك الضَّفائرْ

مَّلكْتُها رِقِّي وسُلْ ... طانُ الغرامِ علىَّ جائرْ

وطفِقْتُ بالنْفسِ النَّفي ... سَةِ في محبَّتها أُتاجرْ

ومنحتُها رُوحِي على ... أنِّى أكون لها مُسامِرْ

فأبت وسوَّفتِ الِّلقا ... ءَ وأعْرضتْ كالظَّبْي نافِرْ

واستعجبَتْ منِّي وقا ... لتْ مَهْ برُوحِك لا تُخاطِرْ

هيْهاتَ لا تُطمِعْ فؤا ... دَك بالوِصالِ فلستَ قادرْ

فرجعتُ أعْثُر في ذُيُو ... لِ مَدامِعي والقلبُ حائرْ

وأَيِستُ من قُرْب الحبي ... بِ وصرتُ فيه كقَيْسِ عامِرْ

وله مشجِّرا:

الحسنُ لفظٌ وأنت معناهُ ... ومنتهى اللطفِ منك مَبْناهُ

بفاتِر اللحْظِ منك رِقَّ وصِلْ ... صَبًّا تصُبُّ الدموعَ عيْناهُ

رِفْقا فكُثْرُ الصدودِ أنْحَله ... جسماً وفَرْطُ البِعادِ أضْناهُ

أنت الذي حُزْتَ كلَّ مَنْقَبةٍ ... في الحسنِ أهلُ الهوى بها تاهُوا

هذا مُحيَّاك لاح بَدْرَ دُجًى ... والحقُّ ما الشمسُ غيرَ مَرْآهُ

يحِقُّ للقلبِ أن يهيمَ به ... وَجْداً وللمُسْتهامِ يَهْواهُ

مَن ذا يلومُ المحبَّ في رَشأٍ ... تفْتَرٌّ عن لُؤْلؤٍ ثَناياهُ

خِشْفٌ بِلينِ الكلامِ يسحرني ... كأن هاروتَ ساكنٌ فاَهُ

أفْدِيه ظَبياً أغَنَّ قد جُمِعتْ ... كلُّ المَسرَات في مُحَيَّاهُ

نَواه والهجرَ أوْهنَا جَلَدِي ... إي والذي لا إله إلَّا هُو

[نجيب الدين بن محمد بن مكي]

نجيب دعا الأماني فكان الكمال له أول مجيب، وتفرد على كثرة النظراء وليس ذلك بعجيب من نجيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>