للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلتُ لا تعذِلُوه ... دَعُوه يُوضِحُ حالَهْ

بأنه بدرُ تِمٍّ ... حِيناً وحِيناً غَزالَه

وقال أيضاً:

أفْدِي الذي أبدى سَما حُسْنِه ... لنا شُموساً ثم أقْمارَا

فاسْترق القومُ بأبْصارِهمْ ... سَمْعا فعاد السمعُ إبْصارَا

فأرسل الشُّهْبَ عليهم من الكا ... نُونِ تَهْتاناً ومِدْرارَا

فظنَّه الجاهلُ مِن جهلِه ... بأنه قد بدَّد النارَا

وقال أيضاً:

أنْشدتُ من أهوَى وقد أخذ الهوَى ... بمَجامِعي واسْتحْوذَ اسْتحواذَا

كبدِي سلبْتَ صحيحةً فامْنُنْ على ... رمَقِي بها مَمْنونةً أفْلاذَا

فأشار للكانونِ فانْثالتْ على ال ... جُلاَّسِ جمراً وابِلاً ورَذاذَا

وبدا يُكَفْكِفُه حَياً ويقول لي ... مَن كان ذا لُبٍّ أيطلبُ هذَا

وقال السيد أحمد بن النقيب:

قد قلتُ إذ عثَر الذي ألْحاظُه ... فعلتْ بنا فِعْلَ الشَّمُولِ مُشَعْشَعَهْ

في مجلس بالنار فانْتثرتْ على ... بُسْطِي فجَلَّله الحياءُ وبَرْقَعَهْ

وأكبَّ يدفع عَبْثَها بأكُفِّه ... مُسْتعظِماً ذاك الصَّنِيعَ ومَوْقِعَهْ

جَمراتُ حُبِّك لو علمتَ بفعْلِها ... في القلبِ ما اسْتعظمتَ حَرْق الأمْتعَةْ

وقال أيضاً:

لا تَحسَبُوا النارَ التي ما بيْنَنا ... نُثِرت من الكانُونِ كان شَتاتُهَا

بل إنما ذاك الذي ألْحاظُه ... سلبتْ عقولَ أُولى النُّهَى فَتراتُهَا

لمَّا رأى عُشَّاقَه تُخْفِى الجوَى ... ولهيبَ نارٍ دَأْبُه زَفراتُهَا

وأراد يفْضحها أشار بكفِّه ... لقُلوبها فتناثرتْ جَمراتُهَا

وقال البديعيّ:

في الدُّجى زار مُنْعِماً مَن أَرانَا ... مَن رآه في حبِّه مظْلومَا

عثَرتْ رِجلُه فبدَّدتِ النَّا ... رَ فخِيلَتْ بلا سَماءٍ نُجومَا

واكْتستْ وَجْنتاهُ ثوبَ احْمِرارٍ ... فَرَقاً منه أن يكون مَلُومَا

قلتُ مولايَ هذه بعضُ نارٍ ... أنتَ أضْرمْتَها بقلبي قديمَا

ظهرتْ منه بعد ما قد أكنَّتْ ... هَا ضُلوعي إذا ما أراك رحيمَا

فانْثَنى ضاحكاً وقال إذا كا ... نتْ لَظَى الشوقِ ما لها لن تدُومَا

وقال عبد القادر الحمويّ:

إن الذي أخْجَل شمس الضحى ... في مجلسِ المولى الرفيع العمادْ

بدَّد ناراً كان للإْصْطِلا ... فانْبَثَّ كالياقوتِ بين الأيادْ

فانْصَاع يَزْوِي الجمرَ في أنْمُلٍ ... كالخَزِّ إن حاولْتَ منها انْعقادْ

وقال إذ رامَتْ بتأْجِيجِها ... تحكي سنَا خَدِّي ومنك الفؤادْ

نثرْتُها عمداً على بُسْطِ مَن ... أرْوَى ندَاه كلَّ غادٍ وصَادْ

السيد عطاء الله الصادقيّ

هو للذي قبله نسيب، يتناسب فيه مدح ونسيب.

صحيفة مجده للخير قابلة ... ونسخة محتده صحيحةٌ مقابلة.

إذا قال صدق، وإذا استمطر غدق.

تعاطى المسرة صرفا، واتخذ المجرة مدى والعيُّوق طرفا.

وله أدب مشعشع مروَّق، وشعرٌ به جيد الدهر مطوّق.

اثبتّ منه ما ينساغ انسياغ الريق، ويهزأ بدرر الثنايا في اللّمعان والبريق.

فمنه قوله:

أقسمتُ ما لا ح بَرْقٌ من ثَناياكِ ... إلاّ وسَحَّ سَحاباً طَرْفِيَ الباكِي

وما تغنَّتْ حَماماتٌ على فَنَنٍ ... إلاَّ وجاوَبها بالنَّوْح مُضْناكِ

يا فتنةً قابلتْ بالصَّدِّ وُدَّ فتًى ... ما مال في حبِّها يومًا لإشْراك

إن غبْتِ عن ناظِري ما غبتِ عن خَلَدِي ... وحيث كنتِ فإنَّ القلبَ مأْواكِ

أبِيتُ فيك أُراعِي النجمَ من قلَقٍ ... ما كنتُ أرْعَى نجومَ الأُفْقِ لَوْلاكِ

<<  <  ج: ص:  >  >>