للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنِّي قد استطْلعتُ دَرْكَ مطالبِي ... وتبْليغَ آمالِي وما نَدَّ عن حَدِّي

بطلْعة نَجْلَىْ دَوحةْ المجد غاربِ الْ ... مَعالي سَنامِ الفخر بل غُرَّةِ المجدِ

إمامِ المصلَّى والمُحصَّب والصَّفا ... وِراثة جَدٍّ عن نُمَيٍٍّ إلى جدِّ

أبي أحمد زيْن الصَّناديد في الوغَى ... بني حسَن الأُسدِ الكواسرةِ الحدِّ

بُزاةِ العلى الغُرِّ المَيامنةِ الأُلى ... سما قدرُهم يوم التفاخُر عن نِدِّ

غيوثٌ إذا أعطَوْا ليوثٌ إذا سطُوا ... مناقبُهم جلَّتْ عن الحدِّ والعَدِّ

فما أفَلتْ شمس لزيْد وقد بدا ... لنا من ضِياها شمسُ أحمدَ أو سعدِ

هما نَيّرا أوْج المَعالي وشَرَّفا ... بُروجَ قصورِ الروم في طالع السعدِ

ومُذْ رحَلا عن مكةٍ غاب أُنْسُها ... فكانا كنَصْل السيفِ غاب عن الغِمْدِ

منها:

جَواديْن في شَطِّ المَماجد جَلَّيا ... وحازا رِهانَ السَّبْقِ في حَنَق الضِّدِّ

يِراحاتهمْ إن ينبُت الجودفي العطَا ... فتلك بحورٌ تتَّقي الجَزْرَ بالمَدِّ

وإن أحْيتِ السحبُ النَّباتَ بمائها ... فكم أحْيَتِ الراحاتُ أنفسَ مُسْتجْدِي

رياضٌ لمُرتادٍ حصونٌ للَائذٍ ... رُجومٌ لمُستْعدٍ نجومٌ لمستهدِي

شمائلُ تهزُو بالشَّمائلِ لُطْفُها ... وعِطْف شَمُولِ الرَّاحِ هزَّتَه تُبْدِي

منها:

بنو هاشمٍ إن كنتَ تعرف هاشماً ... وما هاشمٌ إلا الأسِنَّةُ للمجدِ

بهم فخَرَتْ عَدْنانُ والعُرْبُ كلُّها ... ودانتْ لهم قَحْطانُ أهلُ القَنا الصُّلْدِ

فمِن مجدهم يُستَقْبَس المجدُ كلُّه ... ومن جُودِهم أهلُ المكارمِ تسْتجْدِي

هنِيئاً لأبْنا المصطفى الشرفُ الذي ... تسَامَى فلا يُحْصَى بعدٍّ ولا حَدِّ

بمِدْحتكم جاء الكتابُ فما عسى ... تقول الورى من بعد حم والحمدِ

وعُذْراً بني الزَّهْراءِ إنِّيَ ظامئٌ ... إلى المدحِ والأيامُ تُنْسِي عن الوِرْدِ

يوَدُّ لساني لو يُترجِمِ بعضَ ما ... لكم في فؤاد الصَّبِّ من صادقِ الوعدِ

وقد نضَبتْ منه القريحةُ نَضْبةً ... على حذَرٍ من حاذرٍ أحْذر الرَّيْدِ

كنَفْثةِ مَصدورٍ ولمحةِ عاشق ... تُسارِقه عينُ الرقيب على بُعْدِ

فإن أعْطَتِ الأيامُ بعضَ قيادِها ... رأيتُم له من مَدْحِكم أعْظمَ الوِرْدِ

[إبراهيم بن أبي اليمن البتروني]

صدر منشرح الصدر، موفية محاسنه على الشمس والبدر.

من أسرة نسقوا الفضائل ولا، وسحبوا من المعلوات مطارف وملا.

افتر لهم الزمان وابتسم، وارتسم بهم نقش المآثر واتسم.

كما تبسم ثغر زهرٍ عن شعاع، وترقرق جعد نهرٍ بظلٍ لماع.

وهذا الفاضل محله منهم محل العين الناظرة تصان عما يقذيها، واليد الباطشة تحفظ عما يؤذيها.

أوصافه لا تجاريه فيها أقدام الوطر، زنعوته لا تزاحمه عليها مناكب الخطر.

فهي مسلمةٌ إليه إذا نوزع من ادعاها، مقرة لديه إذا دوفع من استدعاها.

وله مآثر يفارق فرق الفرقدين قعيدها، إذا وطئت أقدامه الأرض ربت واهتز فيها صعيدها.

إلا أن الأيام عاندته في منصب قومه، وعوضته هم أمسه مضافاً إلى يومه.

وعارضه صادق المقدور، فراح من الدنيا بنفثة المصدور.

وقد رأيت له شعراً يدل على قدره الجليل، دلالة النسيم العليل، على الروض البليل.

فأثبت منه ما ألفيت، وبالدلالة عليه اكتفيت.

فمنه قوله من مكاتبة:

على فَرْطِ التشوُّق والبِعادِ ... وإخْلاصِ المحبَّةِ في العبادِ

فإني مُوقِرٌ غُرَرَ التَّحايا ... ومُهْديها إلى الشَّهْم الجوادِ

خليلي ذِي الخِلال بلا اخْتلالٍ ... وخِذْني ني الفضائِل والودادِ

<<  <  ج: ص:  >  >>