للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقلبيَ من عينٍ سِهامٌ ثَواقبُ ... تسدِّدها كحلاءُ والقوسُ حاجبُ

لنا حاجبٌ عن كلِّ سهمٍ يردُّه ... وليس لسهمِ الحبِّ واللهِ حاجبُ

سقيمةُ أجْفانٍ وكَشْحٍ ومَوْعِدٍ ... أرى السقمَ تبْرِي وهْي فيه تُغالبُ

أُغالِبُ أسْقامِي وأسقامَها لها ... ومن غالَب الأسقامَ فالسقْمُ غالبُ

إذا برزَتْ فالناسُ فيها ثلاثةٌ ... طعينٌ ومضْروبٌ وسَاهٍ يُراقبُ

ولم يُرَ عَسَّالٌ سوى قَدِّ بَانَةٍ ... وليس لها إلاَّ الجفونُ قواضِبُ

وإن أسفرتْ ليلاً جلَى الليلَ وجْهُها ... وخَرَّت له خَوْفَ الكُسوفِ الكواكب

وإن طلعتْ يوماً فاللشَّمسِ ضَرَّةٌ ... عليها من الجَعْدِ الأًثِيثِ غياهِبُ

ومِن عَجَبٍ للشمس والبدْرِ مَغْرِبٌ ... وليلَى لها كلُّ القلوبِ مَغاربُ

إذا ما النَّوَى زَمَّتْ رِكابَ أحبَّتي ... فللشوقِ في قلبي تجُول رَكائبُ

ولُبِّيَ مَسْلوبٌ وجسمِيَ واهِنٌ ... ودمعيَ مسكوبٌ وقلبيَ وَاجِبُ

وما العيشُ إلاَّ والحبِيبُ مُواصِلٌ ... وما الحتْفُ إلاَّ أن تصُدَّ الحَبائبُ

لك اللهُ من قلبٍ أصابَك سَهْمُها ... ومن كبدٍ فيها الظِّباءُ لَواعِبُ

ومن جسدٍ قد أسْقمتْه يدُ الهوى ... ومَعْ سُقْمِه للحبِّ فيه مَلاعبُ

عليه لأنواعِ الخُطوب تَناوُبٌ ... فإن فاتَه خَطْبٌ عَرَتْه نَوائبُ

تعوَّدْتُها كالإلْفِ حتى لَوَ انني ... تفقَّدتُها حلَّتْ لديَّ مصائبُ

طويتُ على شكوَى الزمانِ ضمائرِي ... وأغضيتُ عنه باسماً وهْو قاطبُ

ولو أنني يوماً نبذْتُ أقلَّها ... لضاقتْ بها ذَرْعاً عليَّ المَعائبُ

وإنِّي على مُرِّ الزمان لصابرٌ ... وإن ساءني دهرٌ فما أنا عاتبُ

ولَلصَّبرُ أحلَى من شماتةِ حاسدٍ ... وقولِ خليلٍ مَلَّ شكواكَ صاحبُ

ولم أخْشَ ضَنْكاً من حياةٍ لأنني ... سَروبٌ وإن سُدَّتْ عليَّ المَساربُ

مُبشِّرُ آمالِي مُسكِّنُ رَوْعتِي ... بأنِّي إلى البحر الزُّلالِ لَذاهِبُ

تطالبني في كلِّ حينٍ يمُرُّ بِي ... مَدِيحَك نفسِي والفؤاد يُجاذبُ

لأنك يا نَجْلَ الرسُولِ هوىً لها ... كذا كلُّ نفسٍ في هَواها تُطالبُ

منها:

لقد طِبْتَ فَرْعاً حيث طبتَ أَرُومةً ... نعم طيِّبٌ حيث الأصولُ أطايبُ

فللوردِ ماءُ الوردِ فَرْعٌ يزِينُه ... ولِلَّيث شِبْلُ الليثِ مِثْلٌ يُقاربُ

فأنت لها ابنٌ وأنتَ لها أبٌ ... وأنت لها صِنْوٌ وأنت أقاربُ

عشِقتَ العُلَى طفلاً ولم يك عاشقاً ... سِواك وشِبْهُ الشيءِ للشيء جاذبُ

كذاك عشِقْتَ العلمَ والجودَ والتُّقَى ... وللناس فيما يعشقون مذاهبُ

منها في الختام:

ولا زلْتَ في روضٍ من العيش ناضرٍ ... إلى دارِك العَلْيا تؤُوب الرغائبُ

[شعراء البحرين]

هي من البلاد التي هي معدن السخا، ومطلع المكارم، في الشدة والرخا.

أطرافها منازل الأشراف، وأكثر الحلي في الأطراف.

فمنهم: السيد عبد الرضي بن عبد الصمد الولي الرضي الشيمة، المرتضى الجرثومة.

المتكافىء الشرف، المتعادل الطرف والطرف.

مجمع البحرين، بحر العمل وبحر العلم، ومقلد النحرين، نحر الكمال ونحر الحلم.

إلى أدبٍ أوقع من حلاوة الرضا، وشعرٍ ما ناله الرضي ولا المرتضى.

فمنه قوله:

بات يسْقيني من الثَّغْرِ مُدامَا ... ذُو جمالٍ يُخْجِل البدرَ التِّمامَا

حَلَّل الوصلَ وقد كان يرى ... وَصْلَ مَن يشْتاقُه شيئاً حَرامَا

<<  <  ج: ص:  >  >>