للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له: مُسَلَّم (١) بن عُبَيْد الله، وكان عنده "كتاب النَّسَب" عن الخَضِر ابن داود عن الزبير بن بَكَّار، وكان مُسَلَّم أحدُ الموصُوفِين بالفَصَاحَةِ المَطْبُوعِينَ على العَرَبِيَّة، فسأل الناسُ أبا الحسن أن يَقْرَأ عليه "كتابَ النَّسَب" ورَغِبُوا في سماعه بقراءته (٢)، فأجَابَهمِ إلى ذلك واجتمع في المجلس مَنْ كان من أهل العلم والأدَب والفَضْل، فحَرِصُوا على أن يَحْفَظُوا على أبي الحسن لَحْنَةً أو يَظْفَرُوا منه بسَقْطَةٍ فلم يَقْدروا على ذلك، حتى جَعَلَ مُسَلَّم يَتَعَجَّب ويقول: وعربيَّةً أيضًا؟

[قال أخبرنا الخطيب قال] (٣) حدثنا الأزْهَري قال: بلغني أنّ الدَّارقُطْنِي حَضَر في حَدَاثَتِه مَجلِسَ إسماعيل الصَّفَّار فَجَعَل يَنْسَخ جزءًا كان معه، وإسماعيل يُمْلِي فقال له بعض الحاضرين: لا يَصِحُّ سماعُك وأنت تَنْسَخُ فقال الدَّارقُطْني: فهمي للإمْلَاءِ خِلاف فَهْمِك، ثم قال: تَحْفَظ كم أملَأَ الشيخُ من حَدِيثٍ إلى الآن؟ فقال: لا فقال الدَّارقُطني: أملأ ثمانيةَ عَشْرَ حَدِيثًا، فعُدَّت الأحاديثُ فَوُجِدَتْ كما قال. قال أبو الحسن: الحديث الأوّل منها: عن فلان عن فلان ومتنه كذا والحديث الثاني: عن فلان عن فلان ومتنه كذا، ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث (٤) ومتونها على ترتيبها في الإِملاء حتى أَتَى على آخرها، فعجب الناسُ منه أو كما قال. وبه أخبرنا الخطيب قال: سمعت عبد الملك [بن محمد بن عبد الله بن بِشْران يقول:] (٥) وُلِدَ الدَّارقُطْني


(١) مُسَلَّم: بفتح السين واللام المشددة كما في الإكمال ٧/ ٢٤٣.
(٢) في "ت، ض" بقراآته والمثبت من "ظ".
(٣) الزيادة من "ت، ض".
(٤) في النسخ الثلاثة الحديث وهو سهو والصواب ما أثبتناه وكذا في تاريخ بغداد ١٢/ ٣٦.
(٥) ما بين المعكوفين ساقطة من "ت" مع بياض بقدر الكلمات الساقطة وفي "ض" =

<<  <  ج: ص:  >  >>