للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن منقذ:

يا ظالماً يعرض عني إذا ... دعوت غضبان على ظالمي

أظنه أنت وإلا فلم ... تخشى دعائي دون ذا العالم

يا رب لا تسمعه فيه وإن ... كان دعاء المغرم الهائم

وقال الآخر:

قلت لمحبوبي وقد مر بي ... محبوبه كالقمر الساري

هذا الذي يأخذ لي طرفه ... من طرفك الوسنان بالثأر

وقال الآخر:

ولما بدا لي أنه غير زائري ... وإن هواه ليس عني بمنجلي

تمنيت أن يهوى سواي لعله ... يقاسي مرارات الهوى فيرق لي

[الباب العشرون]

[الخضوع وانسكاب الدموع]

أقول هذا باب عقدناه لذكر من أصبح دمعه مسكوباً على مسكوب فبات وهو من جريانه كالرمح كما قيل انبوب على انبوب ولا إذا تمادى الهجر أو كان عليه بعض حجر هنالك يرى من انسكاب عبرته العبر وينشد إذا عزم الخليط على السفر:

ومفارق سكن القلوب ... فلا خلت منه الربوع

بعث الرسول وقال لي ... وأنا السميع له المطيع

بالله قل لي ما جرى ... بعدي فقلت له الدموع

وقال الآخر:

قال لي من أحببت والبين قد جدّ ... وفي مهجتي لهيب الحريق

ما الذي في الطريق تصنع بعدي ... قلت ابكي عليك طول الطريق

وما أحسن قول القاضي الفاضل رحمه الله:

؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قد استخدمت بالافكار سرى ... وما أطلقت لي بالوصل أجره

ولم أرنى على الايام إلا ... عقدت مودَة وحللت صره

ولا استمطرت سحب العين إلا وصرت بادمعي في الشمس عصره وقوله أيضاً وهو من نثره الذي أصبح بين النجوم نثره فيصير حتى تنجلي هذه الغمرة وتقلع سحائب هذه السكرة وتجف مناديل الجفون فإنها صارت بالدموع عصره فقاتل الله البين ما أكثر فضوله بدخوله بين المحبين وفي هذا المعنى الباهر يقول ابن عبد الظاهر:

لا تسلني عن اول العشق اني ... أنا فيه قديم هجر وهجره

من دموعي ومن جبينك أرد ... ت غرامي بمستهل وغره

ومن معاني المتنبي الغريبة قوله:

أتراها لكثرة العشاق ... محسب الدمع خلقه في المآق

وقوله أيضاً:

لاتعذل المشتاق في أشواقه ... حتى يكون حشاك في أحشائه

ان الفتيل مضرجاً بدموعه ... مثل الفتيل مضرجاً بدمائه

وقوله أيضاً:

وهبت السلو لمن لامني ... وبت من الشوق في شاغل

كأن الجفون على مقلتي ... ثياب شققن على ثاكل

وقول الآخر:

شقت عليه يد الأسى ... ثوب الدموع إلى الذيول

وقال الآخر في الخضوع وانسكاب الدموع:

ولم أنس لا أنسى ذاك الخضوع ... وفيض الدموع وغمز اليد

وخدي مضاف إلى خدها ... قياماً إلى الصبح لم نرقد

وقال إبراهيم بن المعمار:

وبي غضبان لا يرضيه إلا ... دموع ساكبات مستمرة

فما عطفت معاطفه بوصل ... وفي عيني بعد الهجر قطرة

وقال الآخر:

وقائلة ما بال عينيك مذ رأت ... محاسن هذا الشخص أدمعها هطل

فقلت زنت عيني بنظر طلعة ... فحق لها من فيض أدمعها غسل

وقال السري الرفاء:

بروحي من رد التحية ضاحكاً ... فجدد بعد اليأس في الوصل مطمعي

وحالت دموع العين بيني وبينه ... كأن دموع العين تعشقه معي

وقال ابن وكيع:

وسحاب إذا همي الماء فيه ... ألهب الرعد في حشاه البروقا

مثل ماء العيون لم يجر إلا ... ظل يذكي على القلوب الحريقا

وقلت من قصيدة حجازية:

خليلي روض الرقمتين طرازه ... إذا لمع البرق الحجازي مذهب

فلا تعجبا من سحب دمعي إذا همت ... فما كل برق لاح للعين خلب

وقلت من أخرى حجازية:

تزنى جفني القريح على الخدين قد وكفا ... فحسبه ما جرى من أدمعي وكفا

إن عز نظم دموعي حين أنثر ... فالدر ما عز حتى جاوز الصدفا

<<  <   >  >>