للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو البقاء خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد البلوي حفظه الله لنفسه في السادس والعشرين لرجب عام تسعة وخمسين وسبعمائة:

ومستنكر شيبي وما ذهب الصبا ... ولا جف إيناع الشبيبة من غصني

فقلت فراقي للأحبة مؤذنٌ ... بشيبي وإن كنت ابن عشرين في سني

[إفادة]

[مسألة نحوية استفادها]

[ابن الفخار عن شيخه الحضرمي]

حدثني الشيخ الفقيه الأستاذ الجليل أبو عبد الله بن الفخار ونقلته من خطه عن الشيخ الفقيه الجليل أبي عبد الله الحضرمي القاضي بسبتة رحمه الله قال أخذت يوماً بيده أقوده إلى منزله من مدرسة باب القصر بسبتة لمكان سنه فقعد في أثناء الطريق ليرتاح ثم قال لي ما تقول في قولك زيد قام، أيكون زيد فاعلاً مقدماً؟ قلت لا أدري لكوني لم أكن حينئذٍ في هذه الطبقة.

ثم قال لا يكون ذلك لأمرين أحدهما أن الفاعل كالجزء من فعله إذا كان ضميراً متصلاً فوجب أن يجري على أسلوب واحد.

والآخر أنه لو كان كذلك لاتحد حكم الفعل، مقدماً ومؤخراً.

قال الأستاذ فهذا من أول ما أفادني رحمه الله تعالى.

[إنشادة]

[لأبي البقاء البلوي]

[أنشدها في رحلته بتونس]

أنشدني الشيخ الفقيه القاضي أبو البقاء خالد بن أبي خالد البلوي في التاريخ المذكور عنه قبل هذا لنفسه، وقال أنشدتها بديهاً بمصلى تونس يوم عيد النحر من عام سبعة وثلاثين وسبعمائة:

أتى العيد واعتاد الأحبة بعضهم ... لبعض وأحباب المتيم قد بانوا

وأضحى وقد ضحوا بقربانهم وما ... لديه سوى حمر المدامع قربان

[إفادة]

[استعمال القلب لفهم]

[تعبير فقهي]

مثل لنا شيخنا الأستاذ العالم أبو علي الزواوي في أثناء القراءة عليه لكتاب ابن الحاجب الفرعي عند قوله والمذهب أن المني نجس القلب عند الجدليين، وهو الاستدلال على نقيض الحكم بعين الدليل صورة ومادة، وقال مثله لنا الأستاذ أبو عبد الله المسفر رحمه الله ونحن نقرأ كتاب ابن الحاجب عند قوله والمذهب أن المني نجس فقال إن بول الغنم عند الشافعي نجس والمني عنده طاهر، فيقول المالكي الدليل على أن المني نجس أن بول الغنم إما أن يكون نجساً وإما أن يكون طاهراً، وأياً ما يكون فيلزم نجاسة المني فإن كان نجساً فيلزمه نجاسة المني عملاً بالمشترك وهو الاستقذار مثلاً والاستحالة إلى فساد أو نحو ذلك، وإن كان طاهراً فيلزم نجاسة المني وإلا انتهض الإجماع في موضع الخلاف وذلك باطل، فيقول الشافعي الدليل على أن المني طاهر، أن بول الغنم إما أن يكون طاهراً وإما أن يكون نجساً، وعلى كل تقدير يلزم ن يكون المني طاهراً، فإن كان طاهراً فيلزم طهارة المني عملاً بالمشترك، وهو أن كل واحد منهما فضلة تبرز من محل واحد، ونحو ذلك مما يمكن، وإن كان نجساً فيلزم طهارة المني ولا ينهض الإجماع في موضع الخلاف.

قال فما كان مثل هذا الدليل فهو باطل.

[إنشادة]

[لأبي الحسن القرطبي]

يرويها أبو بكر القرشي أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر بن القرشي رحمه الله قال أنشدني شيخنا القاضي الخطيب المتفنن أبو البركات البلفيقي، قال أنشدني الأستاذ أبو الحسن علي بن سليمان القرطبي لنفسه رحمه الله طويل

ألا هل إلى ما أرتضيه بلاغ ... وكيف يرى يوماً إليه فراغ

وقد قطعت دوني قواطع جمة ... أراع لها مهما بدت وأراغ

ومالي إلا عفو ربي وفضله ... ففيه إلى ما أرتجيه بلاغ

[إفادة وإنشادة]

[نظم ابن لب في القضاء]

والقدر للرد على متحير سئل شيخنا الفقيه الإمام العالم العلم الشهير أبو سعيد بن لب عن مضمون هذه الأبيات، وهي طويل

أيا علماء الدين ذميٌ دينكم ... تحير دلوه بأوضح حجة

إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ... ولو يرضه مني فما وجه حيلتي؟

قضى بضلالٍ ثم قال ارض بالقضا ... وهل أنا راضٍ بالذي فيه شقوتي

دعاني وسد الباب دوني فهل إلى ... دخولي سبيل بينوا لي قضيتي

إذا شاء ربي الكفر منه مشيئةً ... فهل أنا راضٍ باتباع المشيئة؟

<<  <   >  >>