للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَا وَالَّذِي احتجب بِسبع فعلاه بِالدرةِ وَقَالَ يَا لكع إِن الله لَا يحتجب من خلقه بِشَيْء وَلَكِن يحجب خلقه عَنهُ

رَوَاهُ ابْن عَاصِم عَن عَطاء بن السَّائِب عَن أبي البخْترِي عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ ذَلِك

وَقَالَ مُحَمَّد بن شُجَاع الثَّلْجِي فِي معنى قَوْله احتجب الله عَن خلقه بِأَرْبَع أَن الله عرفنَا نَفسه بآياته ودلائله بِمَا خلق من النُّور والظلمة وَالنَّار وَأَن لَهُ آيَات لَو أظهرها لِلْخلقِ كَانَت معرفتهم بِهِ كمعرفة العيان وَذَلِكَ نَحْو مَا ذكرنَا من قَوْله {فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين}

وَمعنى احتجب بالنَّار أَي خلقهَا فَوق تِلْكَ الدلالات الَّتِي تبهر الْعُقُول وتدل على مَعْرفَته

وَأعلم أَن الْغَرَض من هَذَا أَن تعلم أَن الْحجاب يرجع إِلَى المحجوب من الْخلق وَأَن الْخَالِق لَا يَصح أَن يكون محدودا وَلَا محصورا فَإِذا علمت أَنه لم يرد بالْخبر هَذَا الْمَعْنى وَأَن الْحجاب يرجع إِلَى المحجوب من خلقه سلمت من الْغَلَط وَأمنا من دُخُول التَّشْبِيه عَلَيْك مِمَّا لَا يجوز فِي صفة الله تَعَالَى من إثْبَاته محدودا محصورا تَعَالَى الله عَن ذَلِك علوا كَبِيرا

<<  <   >  >>