للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبَابُ اسْتِحْبَابِ رِوَايَةِ الْمَشَاهِيْرِ وَالصُّدُوفِ عَنِ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيْرِ

وَأَسْنَدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْحَرَّانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ زُهَيْرَاً يَقُولُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: يَنْبَغِي لِلرِّجُلِ أَنْ يَدَعَ رِوَايَةَ غَرِيبِ الْحَدِيثِ، فَإِنِّي أَعْرِفُ رَجُلاً كَانَ يُصَلِّي فِي يَوْمِهِ مِئَةَ رَكْعَةٍ، مَا أَفْسَدَهُ عِنْدَ النَّاسِ إِلاَّ رِوَايَةُ غَرِيبِ الْحَدِيثِ.

وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ التَّيْمِيِّ الْبَصْرِيِّ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: شَرُّ الْعِلْمِ الْغَرِيبُ، وَخَيْرُ الْعِلْمِ الظَّاهِرُ الَّذِي قَدْ رَوَاهُ النَّاسِ.

وَعَنْ حِبَّانَ بْنِ مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: أَفْضَلُ الْعِلْمِ الْمَشْهُورِ.

وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: كُنَّا نَرَى أَنَّ غَرِيبَ الْحَدِيثِ خَيْرٌ، فَإِذَا هُوَ شَرٌّ.

قُلْتُ: وَهَذَا التَّقْرِيرُ عَظِيمُ النَّفْعِ لِمَنْ تَدَبَّرَ فَحْوَاهُ، وَفَهِمَ غَايَتَهُ وَمَرْمَاهُ، وَعَمِلَ بِدِلالَتِهِ وَمُقْتَضَاهُ. فَلْيَكُنْ هَذَا أَوَّلَ مَقَاصِدِ بَيَانِ نَكَارَةِ الْحَدِيثِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّهُ: مَنْ مَكَثَ فِي مُصَلاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتَا لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ.

<<  <   >  >>