للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُم بَنَاتٍ عَدَّها صانِعُها ... سِتّينَ في كِنَانَةٍ ممَّا بَرَى

ذاتَ رُؤُوسٍ كالمَصابِيح لهَا ... أَسَافِلٌ مِثْلُ عَرَاقِيبِ القَطَا

ولابن طَبَاطَبَا:

مَضى علىٌّ نحْوَ ميْدَانِه ... فِي فِتْيَةٍ رَاحَ بِهِمْ للنِّضالْ

يا حُسْنَه والقَوْسُ في كَفِّه ... كالمُشْتَرِي أَشْرَقَ عنْد الهِلاَلْ

وللحَلَبيّ في رامٍ:

وقالُوا ذاك أَرْمى مَنْ رَأَيْنا ... فقُلْتُ رَأَيْتُم الغَرَضَ القَرِيبَا

وهل يُخْطِي بأَسْهُمِه الرَّمَايَا ... ومَا يُخْطِي بمَا ظَنَّ الغُيُوبّا

يُصِيب ببَعْضِها أَفْوَاق بعْضٍ ... فلَوْلاَ الكَسْرُ لاتَّصَلتْ قَضِيبَا

بكُلِّ مُقوَّمٍ لمْ يَعْصِ أَمْراً ... له حتَّى ظَنَنّاهُ لَبِيبَا

يُرْيِكَ النَّزْعُ بَيْنَ الفُوقِ منه ... وبَيْن رَمِيَّةِ الهَدَفِ اللَّهِيبَا

في الدُّروع

لمزَرِّدٍ:

ومَسْفُوحةٍ فَضْفَاضةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... وَآهَا القَتِيرُ تَجْتَوِيها المَعَابِلُ

دِلاَص كظهْرِ النُّونِ لا يَستطيعُها ... سِنَانٌ ولا تِلْكَ الحِظَاءُ الدَّوَاخِلُ

مُوَشَّحَة بَيْضاء دَانٍ حَبِيكُهَا ... لهَا حَلَقٌ بين الأَنَامِلِ فاضِلُ

مُشهَّرَة تُحْنَى الأَصَابعُ نَحْوَها ... إِذَا جُمِعَتْ يَوْمَ الحِفاظِ القَبَائِلُ

وَصَفَها أَنّها سابغةٌ، كما قال عَمْرُو بن مَعْدِ يكَرِبَ:

وأَعْدَدْتُ للحَرْب فضْفاضَةً ... دِلاَصاً تَثَنَّى على الرَّاهِشِ

وقال الأَصمعيّ: لئن أَجادَ في صِفَةِ الدِّرْع لقَد عابَ مَن يَلْبَسها، وذلك أَنّ الفُرْسانَ المَذْكورين لا يَحْفِلُونَ بسُبُوغِ الدِّرْع، وأَنْشَد:

والدِّرْعُ لا أَبْغِي بها نَثْرةً ... كُلُّ امْرئٍ مُسْتَوْدَعٌ ما لَهُ

أَي مَن قُدِّرَ عَلَيْه شْيءٌ أَصابَه.

ورَوَى غيرُ الأَصمعي هذا البيت لابن الَّزيَّابة التَّيميّ:

والدِّرْعُ لا أَبْغِي بها ثَرْوَةً ... كلُّ امْرِئٍ مُسْتَوْدَعٌ ماله

أَي الدِّرْع لا أَبِيعها بمالٍ، يقول المالُ مُسْتوْدَعٌ عند النّاس، ودِرْعي عندي لا أَبيعها ولا أُضيعها، ولكنّي أُؤَدِّي فيها الأمانَة. وهذا مثَلٌ.

وأَنشد الأَصمعيِّ للأَعشى:

وإِذا تكون كِتيبةٌ ملْمومةٌ ... خَرْساءُ يَخْشَى الذَّائدُون نِهَالَهَا

كُنْتَ المقدَّم غيْرَ لابِس جُنَّةٍ ... بالسَّيْف تَضرِبُ مُعْلِماً أَبْطالَهَا

وعَلِمتَ أَنّ النَّفْس تَلْقَى حَتْفَها ... ما كان خالِقُها المَلِيكُ قَضَى لهَا

وقال: لمّا أَنشد كثير بن عبد الرحمن عبدَ الملك بن مروان:

على ابنِ أَبِي العاصِي دِلاصٌ حَصِينةٌ ... أجاد المُسَدِّي سَرْدها وأَذَالَها

يَؤودُ ضَعيفَ القوْم حَمْلُ قَتِيرِها ... ويسْتَضْلِعُ الطِّرْفُ الأَشمُّ احْتِمالها

قَال له عبد الملك: هلاّ قُلت كما قال الأعشى وإِذا تكون كتيبة ... الأبيات. فقال: يا أَمير المؤمنين، وصَفْتُك بالحَزْم، ووَصفَ الأَعشى صاحبه بالخُرْق، فقال عبدُ الملك: بل وَصَفَ صاحِبَه بالشجاعة والإِقدام، ووَصفْتَني بالجُبْن والإحجام.

وما أَحسنَ ما قال أَوس بن حَجر:

وأَمْلَس صُولِيّاً كنِهْيِ قرَارَةٍ ... أَحَسَّ بقاعٍ نفحَ رِيحٍ فأَجْفَلاَ

كأَنّ قُرُونَ الشَّمْسِ بعْد ارتِفَاعِها ... وقد صَادَفَتْ طلْقاً من النَّجْم أَعزَلاَ

تَردَّدَ فيه ضَوْءُها وشُعَاعُهَا ... فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامْرِئٍ أَن تَسَرْبَلاَ

وقال أَبو عبيدة: أَحسُ ما قِيل في صِفةِ الدُّروع:

وبِيضٍ من النَّسْج القدِيم كأَنَّهَا ... نِهاءُ نقِيعٍ مَاؤُه مُتَرَافِعُ

تُصَفِّقُها هُوجُ الرِّياحِ إِذا جَرَتْ ... وتعْقُبُهَا الأَمْطارُ فالماءُ راجِعُ

وللجُميْح الأَسديّ واسمه مُنْقِذ:

<<  <   >  >>