للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقبيح القناعة

كَانَ بعض بني الْمُهلب يَقُول: من اتخذ القناعة حِرْفَة وصناعة تلحف بالخمول، وفاتته معالي الْأُمُور. وَقَالَ غَيره: القناعة من صغر النَّفس وَقصر الهمة وَضعف الْعَزِيمَة، فَلَا ترض لنَفسك إِلَّا كل غَايَة. وَقَالَ البرقعي من قصيدة: رَأَتْ عزماتي، وفرط انكماشي ... وَطول التململ فَوق الْفراش وَقَالَت أَرَاك أَخا همة ... ستبلغها، فترى ذَا انتعاش فَهَلا قنعت وَلم تغترب ... فَقلت: القناعة طبع الْمَوَاشِي

تقبيح الدّور والأبنية

فَارق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدُّنْيَا، وَمَا وضع لبنة على لبنة. وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: إِذا أَرَادَ الله بِعَبْدِهِ سوءا جعل مَاله فِي المَاء والطين. وَقَالَ الشَّاعِر: دع عمل الطين للسلاطين ... لَا تَكُ من إخْوَة الشَّيَاطِين فَمَا بَقَاء الدريهمات إِذا ... أنفقن حينا فِي المَاء والطين وَقَالَ كرماسف: الْبناء من يَوْم ابْتِدَائه فِي نُقْصَان، وَالْغَرْس من يَوْم ابْتِدَائه فِي زِيَادَة.

تقبيح الحمّام

قَالَ بعض السّلف: بئس الْبَيْت الحمّام، يكْشف عَن الْعَوْرَة، وَيذْهب بِالْحَيَاءِ. وَفِي الْخَبَر أَن الْحمام من بيُوت الشَّيَاطِين. وذم الْفضل الرقاشِي الْحمام فَقَالَ: يهتك الأستار، وَيذْهب بالوقار ويؤلف بَين الأقذار.

<<  <   >  >>