للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب تقول: حبذا، وحبذا لا يثنّى ولا يجمع، ومعناه حب الشيء ذا، حب الشيء زيد، ونعم الشيء زيدٌ، ونعم الشيء الزيدان.

وأنشد:

يا حبذا أنت إذا جئت ملا ... وكل دلوٍ منك يروي جملا

" فإن عزم الأمر "، أي عزم الأمر.

من ضربك إياك. قال: أهل البصرة يقولون: ضربتك إياك، بدل، وضربتك أنت تأكيد، وهما جميعاً تأكيد. وقولهم بدل خطأ، لأن البدل يقوم مقام الشيء وهذا لا يقوم مقامه، لأنه لا يقع الثاني موقع الأول.

" صدقاتهن نحلةً " قال: كان الآباء يستبدون بالمهور فجعلها الله لهن.

أنا كهو، كناية عن زيد، قال: لأنهم أرادوا أن يأتوا بعد الكاف بثلاثة أحرف يعني " مثل " فوضعوا " هو " موضعها. وقال الله عز وجل: " ليس كمثله شيء " فجمع بين هو وبين مثل. روى عن أبي عمران الجوني أنه قرأ: " آلهكم التكاثر " قال: هذا توبيخ.

قال: " حيث " رفعوا بها شيئين، لأنها تقوم مقام صفتين، إذا قالوا حيث زيدٌ عمروٌ، فالتأويل: مكان يكون فيه زيدٌ يكون فيه عمرو، فإنما ضموها - على مذهب الفراء - لأنها تدل على محذوف مثل قبل وبعد. وهشام يقول: كان أصلها حوث فخولت الضمة.

فرفرني فرفارة، وبعثرني بعثارة، أي حرّكني.

وياهن أقبل، أي يا إنسان أقبل. وياهنت أقبلي، فإذا وقف قال: يا هنه. وأنت هنٌ وهنتٌ، مثل منت كناية عن من. وأنشد:

أريد هناتٍ من هنين فتلتوي ... عليَّ وأبى من هنين هناتِ

أي أريد نساءً من قوم فيأبون عليَّ، ويجيئني من آبى عليهم أنا.

عرض الرجل عرضاً، فهو يعرض. وعرب الرجل يعرب عرباً وعروباً.

" عطاءً حساباً ": محفوظاً معلوماً.

تقادع: تراجع.

قال أبو العباس: أصل " لولا " أن لو للتمني، ولا للجحد، فلما ضمتا صارتا كلمة واحدة. لو كان لكان كذا، لولا أنه كان كذا لكان كذا.

قوله عز وجل: " إنا كنا نستنسخُ ما كنتم تعلمون ". قال: قال: هل تنسخ النسخة إلا من نسخة.

قوله " إلى أجلٍ مسمى " قال: القيامة.

وحكى عن الفراء: ضني المال، غير مهموز، كثر، وأضنأ القوم، مهموز: كثرت ماشيتهم. قال أحمد بن يحيى: أضنا الرجل، بهمز وبلا همز، إذا كثر ماله.

مالٌ جبلٌ، أي كثير. إن فلاناً لمخضم، أي موسّع عليه وأحرف الرجل، إذا نمى ماله وكثر. تجبر الرجل مالاً، إذا عاد إليه من ماله ما كان ذهب وتجبر الشجر. إذا نبت فيه الشيء وهو يابس. وفلانٌ عريض البطان، أي كثير المال.

وأنشدنا أبو العباس هذه الأبيات وقال: إنها لمن حسن الشعر:

متى تؤنس العينان أطلال دمنةٍ ... بنعف الصفا يرفض دمعهما رفضا

ألا ربما يقضي بما يعجب الفتى ... ويا ربما يقضى على غير ما يرضى

إذا فرَّقت بين المحبين نيةٌ ... فإن لتفريق الهوى وجعاً مضَّا

فما بال ديني إذ يحل عليكم ... أرى الناس يقضون الديون ولا أقضي

لقد كان هذا الدين نقداً وبعضه ... بعرض فما أديت نقداً ولا عرضا

فلو كنت تنوين القضاء لديننا ... لأنسأتكم بعضاً وعجلت لي بعضا

ولكنما ذاك الذي كان بيننا ... أماني ما لاقت سماءً ولا أرضا

أي لم أحصل على شيء مما تمنيت.

وأنشد:

إذا ما المنايا قاسمت يا ابن مسحلٍ ... أخا واحد لم يعط نصفاً قسيمها

وآب بلا قسمٍ وآبت بقسمه ... إلى قسمها، لاقت قسيماً يضيمها

قال: إذا أخذت المنايا أخا رجلٍ لم يكن له سواه، لم يعدل هذا الميت وقد أخذته وصار في حيزها، ولم يعدلني ذلك الأخ في المصيبة بهذا الميت، لفضل هذا الميت على أخيه. والمنية في مقاسمتها بيني وبينه ظالمةٌ لي. دعا على المنية، فقال: " لاقت قسيماً يضيمها " أي يغلبها.

آخر الجزء الحادي عشر من أمالي أبي العباس ثعلب رحمه الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم آمين.

[الجزء الثاني عشر]

أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال: أنشدنا أبو الربيع الأعرابي من أهل نجران، في حلقة ابن الأعرابيّ. قال: وكتبها ابن الأعرابي معنا:

صحا القلب عن ذكر الصبا غير أنه ... يحن لشوق والدموع سواكب

<<  <   >  >>