للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الداء الذي به يسقم الإنسان، فصار كالدهن والشغل، وهو في ذاته مختلف الأنواع، فجمع.

وأما المرض فقد يكون عبارة عن (السقم) والعلة، فيجمع على أمراض، وقد

يكون مصدر المرض فلا يجمع.

فإن قيل: تفريقك بين الأمرين دعوى، فما دليلها؟

قلنا: العرق، من قولك: عرق يعرق عرقا، لا يخفى على أحد أنه مصدر

لعرق، والعرق الذي هو جسم مائع سائل من الجسد، لا يخفى على أحد أنه غير العرق الذي هو المصدر، وإن كان اللفظ واحداً، فكذلك المرض يكون عبارةً عن المصدر، وعبارة عن السقم والعلة، فعلى هذا تقول: تصبب زيد عرقاً، فيكون له إعرابان: تمييز - إذا أردت المائع - ومفعول من أجله، أو مصدر مؤكد - إذا أردت المصدر.

وكذلك: دميت إصبعي دما، إذا أردت المصدر فهو الدمي، مثل العمى.

فإن أردت الشيء المائع فهو دم مثل يد، وقد يسمى المائع بالمصدر.

قال الشاعر:

ولكن على أقدامنا تقطر الدما

وقال الآخر:

جَرَى الدَّميَانِ بالخبرِ اليقين

<<  <   >  >>