للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَفْسِهِ. وَكَالَّذِي رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ " لَمَّا وَلَدَتْ مَارِيَةُ الْقِبْطِيَّةُ إِبْرَاهِيمَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كَانَ فِي نَفْسِهِ مِنْهُ شَيْءٌ بَعَثَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ، فَسَلَّمَ، وَذَهَبَ مَا كَانَ فِي نَفْسِهِ. وَكَانَ لِلشَّافِعِيِّ فِرَاسَةٌ، فَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ قَالَ: كُنْتُ بِحَضْرَةِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، إِذَا جَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَلِيًّا وَقَالَ لَهُ: أَلَكَ أَخٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَلَكِنَّهُ غَائِبٌ فِي الْبَحْرِ مُنْذُ سِنِينَ. فَقَالَ لَهُ: لَعَلَّهُ هذا الجائي مقام إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ أَخُوهُ قَدْ قَدِمَ مِنْ سَاعَتِهِ. وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا صِنَاعَةُ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ. وَلَكِنْ إِمَّا أَنْ يَكُونَ خَيَّاطًا، أَوْ نَجَّارًا، فَسَأَلَنَا الرَّجُلَ عَنْ صِنَاعَتِهِ، فَقَالَ: كُنْتُ خَيَّاطًا فَصِرْتُ نَجَّارًا.

وَقَالَ الْمُصَنَّفُ: كُنْتُ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأَنَا جَالِسٌ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ، وَرَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فَجَمَعَنِي وَأَصْحَابِي حُضُورُهُ، فَلَمَّا سُمِعَتُ كَلَامَهُ، قُلْتُ لَهُ وُلِدْتَ بِأَذْرَبِيجَانَ، وَنَشَأَتْ بِالْكُوفَةِ قَالَ: نَعَمْ. فَعَجِبَ مِنِّي مَنْ حَضَرَ. وَالْقِيَافَةُ، وَالْفِرَاسَةُ، غَرِيزَةٌ فِي الطِّبَاعِ يُعَانُ فِيهَا الْمَجْبُولُ عَلَيْهَا، وَيَعْجِزُ فِيهَا الْمَصْرُوفُ عَنْهَا، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>