للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيل لمخنث: كم ورثت أختك من زوجها؟ قال: أربعة أشهر وعشراً يريد العدة.

قال بعض العلويين لأبي العيناء: يقتضي وقد أمرت بالصلاة علي أن تقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. قال: نعم! فإذا قلت: الطيبين الأخيار خرجت أنت منهم.

أخذه يزيد بن محمد المهلبي فقال في صاحب الزنج بالبصرة:

أيها الخائن الذي دمّر البص ... رة أبشر من بعدها بدمار

إن تقل جدّي النبيّ فما أن ... ت من الطيبين والأخيار

قد نفى الله في الكتاب ابن نوح ... حين كان ابنه من الكفار

وإنما قال المهلبي هذا له قبل أن ينكشف أمره أن دعي.

[صاحب الزنج]

قال أبو بكر الصولي: وحدثني محمد بن أبي الأزهر وقد أذكرته خبر علي ابن محمد صاحب الزنج، فقال: ادعى أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي رضوان الله عليهم، فنظرت مولده ومولد محمد بن أحمد الذي ادعاه فكان بينهما ثلاث سنين، وكان لمحمد بن أحمد ولد اسمه علي مات بعد هذا المدعي اسمه ونسبه بزمان، ثم رجع عن هذا النسب فادعى أنه علي بن محمد بن عبد الرحمن بن رحيب بن يحيى المقتول بخراسان من زيد بن علي. قال أبو عبد الله محمد بن علي بن حمزة: لم يكن ليحيى ولد يقال له رحيب ولا غيره لأنه قتل ابن ثماني عشرة سنة ولا ولد له. وقال بشر بن محمد بن السري بن عبد الرحمن بن رحيب: هو ابن عم أبي لحاً وهو علي بن محمد بن عبد الرحمن بن رحيب، ورحيب رجل من العجم من ضياع الري. وكانت مدته من حين نجم إلى أن قتل أربع عشرة سنة، وجملة من قتل ألف ألف وخمسمائة ألف، وله شعر حسن مطبوع، وزعم أبو بكر بن دريد أنه عمل له أكثره وما أرى هذا يصح؛ لأنه لا يشاكل طريق ابن دريد: فمنه:

ما تغطّي عساكر الليل منّي ... ما تجلّي مضاحك الصبح عنّي

جسم سيف في جوف غمد ثيابٍ ... صدر إنسٍ من تحته قلب جني

ميت حسٍّ وحيّ نفسٍ كما الشم ... س يرى مشيها بعين التظنّي

شمّريّ إذا استقلّ بعزمٍ ... لم يعرّج بليتني ولو أنّي

ما ينال الكرى سويداه إلاّ ... حسوة الطائر الذي لا يثنّي

إن رماه خطب قرى الخطب رأيٌ ... فيه روع النّجا وحكم التأنّي

كم ظلام جعلته طيلساني ... صاحبي همّتي وقلبي مجنّي

كم حبال قطعت في وصل أخرى ... تاركاً ما أخاف من سوء ظنّي

مستخفّ بذا وذاك وهذا ... لم أُسمع ندامتي قرع سنّي

أنا روض الرّبيع في كل زهرٍ ... فيلسوف الزّمان في كل فنّ

وقال:

لقد علمت هاشمٌ أنّنا ... صباح الوجوه غداة الصّياح

وأنّا إذا زعزعت في الوغى ... ذيول الرّياح ذبول الرماح

نسوق السّيوف بدفع الحتوف ... وننكي الجراح بكفّ الجراح

ونسمو سماحاً أكفّ السّماح ... بقسم رماح وبيض صفاح

وقرم صبحناه في داره ... بكل أقبٍّ ونهدٍ وقاح

فغودر بعد عناق الملاح ... ضجيع النّجيع مرح الجراح

كليل الأنين مذال الجبين ... مهين السّلاح مهيض الجناح

صلى نور عيني بنور الأقاح ... وراح الأكفّ بماء وراح

فما طول عشقي مزاح الملاح ... بمشتغل عن صياح الصباح

وقال:

أسمعاني الصياح بالإمليس ... وصياح العيرانة العيطموس

واتركاني من قرع مزهر ريا ... واختلاف الكئوس بالخندريس

ليس تبنى العلا بذاك وهذا ... لكن الضرب عند أزم الضروس

عيّفت عن كل اللبانات نفسي ... وسمت نحو غير ذلك حدوسي

وخلا من هواجس النأي قلبي ... كخلوّ الطلول بعد الأنيس

واسبطّرت حمالق القوم للمو ... ت وصارت نفوسهم في الرّؤوس

رب سيد يحمي الخميس بعضبٍ ... ويجلي ظلام ليل الخميس

عمّمته يمنى يديّ بعضبٍ ... تركت جنبه كجنب العروس

<<  <   >  >>