للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

الْحَمد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات، أَحْمَده - سُبْحَانَهُ - حمد الشَّاكِرِينَ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ولي الصَّالِحين، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْأمين، صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.

أما بعد ...

فقد احتوى هَذَا الْكتاب الْقيم على مِائَتَيْنِ وَثَلَاث وَثَلَاثِينَ مَسْأَلَة فِي الْقسم الأول وعَلى (٣٧٦) ثَلَاثمِائَة وست وَسبعين مَسْأَلَة فِي هَذَا الْقسم، وَكلهَا منحصرة فِيمَا للإمامين أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ، أَو أَحدهمَا قَول فِي الْمسَائِل الخلافية بَينهمَا، وَهِي عُمْدَة الْخلاف بَين المذهبين، ونحوي جلّ الْمسَائِل الْمُخْتَلف فِيهَا بَين الصَّحَابَة، رَضِي الله عَنْهُم، وَكَذَلِكَ كثيرا مِمَّا اخْتلف فِيهِ الإمامان أَحْمد وَمَالك مَعَ الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة، أَو أَحدهمَا، أَو مَا اخْتلف فِيهِ مَالك وَأحمد، رحم الله الْجَمِيع.

وَلَقَد استخلصت من خلال تحقيقي لهَذَا الْقسم النتائج التالية:

١ - سَعَة أفق الشَّرِيعَة الإسلامية وشمولها لمختلف الأفهام، حَيْثُ إِن الْخلاف ناجم عَن ذَلِك، وَعَن ثُبُوت الدَّلِيل وَفهم الدّلَالَة مِنْهُ، وَهَذِه الشَّرِيعَة صَالِحَة لكل زمَان وَمَكَان، فقد أَتَت بسعادة البشرية، وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْء لَا حكم لَهُ فِي الشَّرْع قطّ، وَلَكِن تخْتَلف الْقُدْرَة عَن الْعلمَاء فِي استنباط الْأَحْكَام وإيضاحها للنَّاس.

٢ - أَن هَذَا الْخلاف لم يكن فِي يَوْم من الْأَيَّام سَببا للعداوة والبغضاء بَين الْأَئِمَّة المعتبرين؛ لِأَن قصدهم الْحق والتقريب إِلَى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>