للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبرني من أثق به بدمشق سنة خمس وستين وتسعمائة بالجامع الأموي، قال عشق صديق لنا امرأة وازداد ولوعه بها حتى أنفد ما معه، وهي تكثر التجني عليه، ومرض من حبها حتى أيس من حياته وعزم على أن يشرب السم ليموت، فشكا ذلك إلى صاحب له في كفه يوم الثلاثاء عشر صادات وأربع عينات وثلاث ياآت وخمس هاآت وعشرين كافاً وأمره أن يلحس ذلك وكرر الفعل ثلاثاً فكان الله لم يخلق حبها عنده.

ورأيت في كتاب للبوني سماه خزائن الأسرار في علم الحروف والأصفار أنه من كتب سورة يس في نحاس ومحاها بماء المطر وشرب البعض واغتسل بالبعض سلا.

وقيل إن عين البوم اليسار، وأظفار الخفاش إذا جعلت في جلد حمار وحش وحملت على العضد الأيسر أحدثت السلو، ويقال إن حجر الجزع إذا علق فعل ذك ولكن قد جرب أن حمله يورث الهم.

[الباب الرابع]

[في ذكر ما سوى البشر وما القوا من العبر]

وهو نوعان:

[الأول في الجنة]

أسند المصنف عن الحافظ ابن حجر العسقلاني يرفعه إلى البيهقي، أنه قال تزوج سعد بن أبي وقاص امرأة فرأى عندها على الفراش ثعباناً فهم بقتله، فقالت هذا كان يتبعني وأنا في بني عذرة عند أهلي. فقال له سعد هذه امرأتي تزوجتها على كتاب الله وسنة نبيه فماذا تريد منها، فانساب حتى دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وصعد في السقف فلم ير بعدها.

ويحكى عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء من طرق مختلفة كثيرة حكاية حاصلها أن جنياً أتاها في هيئة ثعبان أسود فعالجها فأتى بكتاب أو قال رق أو نحاس فيه بسم الله الرحمن الرحيم من رب الكير إلى الكبر أو قال من رب كعب إلى كعب ليس لك على بنات الصالحين أو قال على أمتي بنت عبدي الصالح السبيل فقرصها قرصة بقيت إلى الموت، أو قالت جعل يده في حلقي فاسود وأخبرت بذلك عائشة.

وحكى عن رجل أنه سافر فجاء جني إلى زوجته في زيه، فلما جاء قال له لك ليلة ولي ليلة وإلا قتلتك فإني أحبها، فاتفقا على ذلك فجاء الجني ليلة فقال أنا نسترق السمع بالثوية وهذه ليلتي فهل لك أن تكون معي قال نعم، قال فحملني حتى لصق بالسماء فسمع قائلاً يقول ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فوقع وراءك، فصرت أقولها إذا جاء، فيذهب إلى أن مضى ولم أره، وعندي في هذه بعد لأنه كان راكبه فكيف جاء إلى أهله حين سقط الجني في الخراب.

وأما حكاية الديك فقد أورد المصنف بعضها، وأصل ذلك أن رجلاً خرج لحاجة له فرأى شخصاً يمشي فتحادثا إلى أن قربا من القرية، فقال الشخص للرجل أنا جني وقد صار بيننا صحبة، ولي إليك حاجة فهل تقضيها لي؟ قال نعم، فقال امض إلى بيت فلان فإن عندهم ديكاً أبيض معشراً، فاشتره بما عساه أن يكون واذبحه، فقال له كرامة ولكن أيضاً لي إليك حاجة فقال وما هي؟ قال تخبرني إذا لبستم الانس ما الذي يخرجكم. فقال الجني إني مقيدك ذلك بشرط أن تكتمه.

فلما وافقه قال له خذ عني من أخذ من بين عيني حمار وحش قطعة كالسير فجعلها في عضده الشمال ولبس من حافره خاتماً لم يقربه جني، فمضى الانسي فاشترى الديك وكان عنده جارية لم ير أحسن منها، فحين ذبح الديك صرعت فجاؤا إليه وتعلقوا به، فقال علي برؤها فمضى وصنع لها الخاتم والسير، فحين دنا بهما منها صاح الجني وقال له أو على نفسي علمتك والله إن فارقتها مت فلم يلتفت إليه وألبسها ذلك فذهب عنها.

[النوع الثاني]

[في ذكر من كلف وهو غير مكلف]

وأوهن العشق قواه حتى تلف أو كاد أن يتلف

<<  <   >  >>