للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا أستطيع أقول أنت ظلمتني ... الله يعلم أنني مظلوم

وقال آخر

ولو كان هذا موضع العتب لاشتفى ... فؤادي ولكن للعتاب مواضع

ابن المعتز

أقبل معاذير من يأتيك معتذراً ... إن برّ عندك فيما قال أو فجرا

فقد أطاعك من يرضيك ظاهره ... وقد أجلك من يعصيك مستترا

وقد قيل إن أفضل العتاب ما غرس العفو وأثمر المحبة وعتب يوجب العفو والصفاء أفضل من ترك يعقب الجفاء. وجاء في تفسير قوله تعالى فاصفح الصفح الجميل عن علي يعني أعف وأصفح بلا عتاب. وورد عنه صلى الله عليه وسلم من لم يقبل من متنصل عذراً صادقاً أو كاذباً لم يرد على الحوض.

وما أحسن قول القائل

ذنبي إليك عظيم ... وأنت أعظم منه

فجد بحقك أولاً ... واصفح بفضلك عنه

إن لم أكن في فعالي ... من الكرام فكنه

وقال آخر

ما أحسن العفو من قادر ... لا سيما عن غير ذي ناصر

يا غاية القصد وأقصى المنى ... وخير مرعى مقلة الناظر

إن كان لي ذنب ولا ذنب لي ... فما له غيرك من غافر

أعوذ بالودّ الذي بيننا ... أن يفسد الأول بالآخر

وقال آخر

وزعمت أني ظالم فهجرتني ... ورميت في قلبي بسهم نافذ

ونعم ظلمتك فاغفر لي زلتي ... هذا مقام المستجير العائذ

ابن زيدون

يا قمراً مطلعه المغرب ... قد ضاق في حبك المذهب

ألزمتني الذنب الذي جثته ... صدقت فاصفح أيها المذنب

فإن من أغرب ما مرّ بي ... أن عذابي فيك مستعذب

وقلت

رأيت أساليب للعتاب كثيرة ... وألطفها ما أكد الحب في القلب

إذا ما خلونا لم أجد ما أقوله ... يلذ سوى الشكوى إليها مع العتب

ومن ذكر المحبوب شيأ منفراً ... عقوبته الهجران في مذهب الحب

ومن ير ذنباً من حبيب فمدع ... وما الحب إلا أن تنعم بالذنب

وهذا مستمد من قطب هذا الوجود وانسان عين أهل هذا الشهود سيدي عمر بن الفارض حيث قال وكل الذي ترضاه البيت السابق. وقد قال بعضهم عتاب المحبين الذلة في الأعتاب وخدمة الأبواب وقال بعضهم كن إذا قابلت الحبيب مرآة ينتقش فيك ذنبه فتراه منك وتطلب صفحه عنك ولم يوضح هذا الطريق أحد أجل من لسان العارفين وترجمان المحبين سيدي عمر بن الفارض حيث يقول:

ولو عزّ فيها الذل ما لذ لي الهوى ... ولم تك لولاك الذل في الحب عزّتي

[فصل]

[مما يلحق بالعتاب]

[ويصلح أن يكون معه في باب]

الصبر على تعنت المعشوق وتجني على الصب المشوق والصفح عن التجني حين يذوق جناه ونسخ سخطه وظلمه بظلمه ورضاه وهو أهل عند العشاق يبنى عليه ويرجع في قواعد مذهب المحبين إليه كما قيل:

شرط المحبة عند أرباب الهوى ... إن المليح على التجني يعشق

لا يصدهم صد ولا يقفون من سيوف اللحظ عند حد ولا تأخذهم فيه لومة لائم ولا يعدون جور ما يرد من الظلم من المظالم.

ابن النبيه

من لم يذق ظلم الحبيب كظلمة ... حلواً فقد جهل المحبة وادّعى

ولقد تلطفت عليه بنت المهدي في هذا المعنى حيث تقول:

جبل الحب على الجور فلو ... أنصف المحبوب فيه أسمج

ليس يستحسن في شرع الهوى ... عاشق يحسن تأليف الحجج

وقال بعض الأعراب:

شكوت فقالت كل هذا تبرما ... بحبي أراح الله قلبك من حبي

فلما كتمت الحب قالت تعنتا ... صبرت وما هذا بفعل شجى القلب

وأدنو فتقصيني فأبعد طالباً ... رضاها فتعتد التباعد من ذنبي

فشكواي يؤذيها وصبري يسوءها ... وتنفر من بعدي وتجزع من قربي

فيا قوم هل من حيلة تعرفونها ... أشيروا بها تستوجبوا الأجر من ربي

<<  <   >  >>