للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَلَلُ الْمَادَّةِ خَطَأٌ وَنَقْصٌ؛ فَالْخَطَأُ كَجَعْلِ الْمَوْجُودِ وَالْوَاحِدِ جِنْسًا؛ وَكَجَعْلِ الْعَرَضِيِّ الْخَاصِّ بِنَوْعٍ فَصْلًا؛ فَلَا يَنْعَكِسُ؛ وَكَتَرْكِ بَعْضِ الفُصوُلِ؛ فَلَا يَطَّرِدُ؛ وَكَتَعْرِيفِهِ بِنَفْسِهِ؛ مِثْلُ: الْحَرَكَةُ: عَرَضٌ نُقْلَةٌ، وَالإِنْسَانُ: حَيَوَانٌ بَشَرٌ؛ وَكَجَعْلِ النَّوع وَالْجُزْءِ جِنْسًا؛ مِثْلُ: الشَّرُّ ظُلْمُ النَّاسِ، وَالْعَشَرَةُ خَمْسَةٌ وَخَمْسَةٌ، وَيَخْتَصُّ الرَّسْمِيُّ بِاللَّازِمِ الظَّاهِرِ، لَا بِخَفِيٍّ مِثْلِهِ، وَلَا أَخْفَى، وَلَا بِمَا تَتَوَقَّفُ عَقْلِيَّتُهُ عَلَيْهِ؛ مِثْلُ: الزَّوْجُ عَدَدٌ يَزِيدُ عَلى الْفَرْدِ بِوَاحِدٍ، وَبِالْعَكْسِ؛ فَإنَّهُمَا مُتَسَاوِيَانِ؛ وَمِثْلُ: النَّارُ جِسْمٌ؛ كَالنَّفْسِ؛ فَإِنَّ

الشرح: "وخلل المادة" قسمان: "خطأ"؛ وهو ما كان من جهة المعنى، "ونقص"؛ وهو من جهة اللَّفظ؛ "فالخطأ كَجَعْلِ الوجود (١) والواحد جنسًا" للإنسان مثلًا، وليسا ذاتيين له؛ إذ تفهم حفيقته دونهما؛ "وكجعل العرضي الخاص بنوع ما فصلًا له؛ فلا ينعكس"؛ كالضَّاحك بالفعل؛ للإنسان؛ ومثل: "ترك بعض الفصول؛ فلا يطرد"، والحَدّ لا بد فيه من الاطِّرَاد، والانعكاس؛ كما عرفت، "وكتعريفه بنفسه" وأكثرُ ما يكون تعريف الشيء بنفسه، إذا ذكر بلفظ مرادف؛ "مثل: الحركة عرض نقلة، والإنسان حيوان بشر"؛ فإن النقلة ترادف الحركة، والبشر يرادف الإنسان.

والفرق بين المِثَالَيْنِ أن المحدود في الأول عرض، وفي الثَّاني جوهر؛ "وكَجَعْلِ النَّوع والجزء جنسًا"؛ فالنوع" [مثل] الشَّر (٢) ظلم الناس" والظلم نوع من الشَّر؛ إذ الشر وغيره ينحصر فيه؛ والجزء مثل: "العشرة خمسة وخمسة"؛ فإن الخمسة جزء العشرة، وهي غير محمولةٍ على العشرة، لا وحدها، ولا بانضمام (٣) خمسة أخرى إليها، بل المحمول مجموع الخمستين، وهذا كلّه في الحد مطلقًا.

"ويختص" الحد "الرسمي" من بين الحدود "بِاللَّازِمِ الظَّاهر"؛ فإذن "لا" يجوز أن يرسم الشيء "بخفي مثله، ولا أخفى" منه؛ بطريق أولى، "ولا بما تتوقَّف (٤) عقليته عليه"؛ أي: يتوقف تعقله على تعقله؛ للزوم الدور؛ فتعريف الشيء بما يساويه، "مثل: الزوج عدد يزيد على الفرد بواحد، وبالعكس" (٥)؛ كـ "الفردُ" عددٌ يزيد على الزَّوج بواحد "فإنَّهما"؛ أي: الزوج والفرد


(١) في أ: الموجود، وفي ت: موجود.
(٢) في ت: مثله الشر.
(٣) في حاشية ج: قوله: "ولا بانضمام" لأن الخمسة المقيدة بانضمام خمسة إليها خمسة.
(٤) في أ، ت، ج، ح، يتوقف.
(٥) في حاشية ج: قوله: "وبالعكس كالفرد … " الخ معنى المثال الأول على أن الواحد عدد والثاني=

<<  <  ج: ص:  >  >>