للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْحجر ١١ ١٣ أَي سلكنا الذّكر أدخلْنَاهُ فِي قُلُوب الْمُجْرمين الَّذين قد أجرموا بتكذيب مَا علموه حَقًا من النُّبُوَّة وَالْكتاب أَي أدخلْنَاهُ مُكَذبا بِهِ مستهزئا بِهِ وَقَوله {لَا يُؤمنُونَ} بَيَان لذَلِك أَو حَال وَهُوَ إِخْبَار أَنه عاقبهم بتكذيبهم الذّكر فجعلهم مجرمين لِأَنَّهُ قَامَت عَلَيْهِم حجَّة الله وَرَسُوله فكذبوها بغيا وحسدا وعدوانا فعاقبهم الله بِأَن لَا يهتدوا للْإيمَان بعد ذَلِك وَلَا تزيدهم آيَاته إِلَّا طغيانا كَبِيرا كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي الْقُرْآن {قل هُوَ للَّذين آمنُوا هدى وشفاء وَالَّذين لَا يُؤمنُونَ فِي آذانهم وقر وَهُوَ عَلَيْهِم عمى} فصلت ٤٤ وَمرَاده بالذين لَا يُؤمنُونَ هم من أَنْكَرُوا وجحدوا وكابروا الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا أَتَى بِهِ فِي أول دَعْوَاهُ من برهَان فَالْمَعْنى وَالَّذين لَا يصدقون بِمَا يجب عَلَيْهِم تَصْدِيقه وكما قَالَ تَعَالَى {وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة للْمُؤْمِنين وَلَا يزِيد الظَّالِمين إِلَّا خسارا} الْإِسْرَاء ٨٢ فالظالمون هم الَّذين ردوا آيَات الرُّسُل بعد علمهمْ بصدقها فعوقبوا بِأَن لَا يهتدوا بِكَلَام الله الَّذِي هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة وَلَا يزدادون إِلَّا خسارا بِخِلَاف من قبل بِمَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل أول مرّة زادهم الله هدى {وَإِذا تليت عَلَيْهِم آيَاته زادتهم إِيمَانًا} الْأَنْفَال ٢ فَهَؤُلَاءِ لما قابلوا براهين الرَّسُول بِالْقبُولِ والتصديق لَهُم والإذعان زادتهم آيَاته إِيمَانًا وَأُولَئِكَ لما قابلوها بالجحود والتكذيب والمكابرة والعصيان زادتهم آيَات الله خسارا

<<  <   >  >>