للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعمال الطَّاعَات وَالصَّبْر على المصائب وَجَمِيع المكروهات والشهوات كل مَا يُوَافق النَّفس ويلائمها وَتَدْعُو إِلَيْهِ ويوافقها وَذكر النَّاظِم الْعلَّة فِي حجب الْجنَّة بالمكاره وحف النَّار بالشهوات وَذَلِكَ ليصد عَن الْجنَّة الْمُبْطل المتواني المتقاعد وتنالها الهمم الَّتِي تسمو الى معالي الْأُمُور وتؤثر الْأَعْلَى على الْأَدْنَى وَلَو حصل من ذَلِك أعظم الْمَشَقَّة وَالله أعلم ... فاتعب ليَوْم معادك الْأَدْنَى تَجِد ... راحاته يَوْم الْمعَاد الثَّانِي

واذا أَبَت ذَا الشَّأْن نَفسك فاتهمها ثمَّ رَاجع مطلع الايمان ... فاذا رَأَيْت اللَّيْل بعد وصبحه ... مَا انْشَقَّ عَنهُ عموده لأذان

وَالنَّاس قد صلوا صَلَاة الصُّبْح وَانْتَظرُوا طُلُوع الشَّمْس قرب زمَان ... فَاعْلَم بِأَن الْعين قد عميت فَنًّا ... شدّ رَبك الْمَعْرُوف بالاحسان ...

أَي إِذا كَانَ الصُّبْح قد طلع وَالنَّاس قد صلوا صَلَاة الصُّبْح وَقرب طُلُوع الشَّمْس وَأَنت لجهلك وغفلتك لَا تعلم بِطُلُوع الْفجْر وتظن أَن اللَّيْل لم يزل فَاعْلَم بِأَن عَيْنك قد عميت أَي عين بصيرتك فاسأل رَبك سُبْحَانَهُ ايمانا يُبَاشر قَلْبك المحجوب ... واسأله إِيمَانًا يُبَاشر قَلْبك المحجوب عَنهُ لتنظر العينان

واسأله نورا هاديا يهديك فِي ... طرق الْمسير اليه كل أَوَان

وَالله مَا خوفي الذُّنُوب فانها ... لعلى طَرِيق الْعَفو والغفران

لكنما أخْشَى انسلاخ الْقلب عَن ... تحكيم هَذَا الْوَحْي وَالْقُرْآن

ورضى بآراء الرِّجَال وحرصها ... لَا كَانَ ذَاك بمنة الرَّحْمَن ...

<<  <  ج: ص:  >  >>