للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. الا اذا اخْتلف اعتبارهما فَذا ... فِي الذِّهْن وَالثَّانِي فَفِي الْأَعْيَان

فهناك يعقل كَون ذَا غير لذا ... فعلى اعتبارهما هما غيران

أما اذا اتَّحد اعْتِبَارا كَانَ نفس وجودهَا هُوَ ذَاتهَا لَا ثَان ... من قَالَ شَيْئا غير ذَا كَانَ الَّذِي ... قد قَالَه ضرب من الفعلان ... هَذَا وَكم خبط هُنَا قد زَالَ بالتفصيل وَهُوَ الاصل فِي العرفات ...

هَذَا هُوَ الْقسم السَّادِس من أَقسَام التَّرْكِيب وَهُوَ التَّرْكِيب من الْوُجُود والماهية وَحَاصِل كَلَام النَّاظِم هُنَا ان الْوُجُود والماهية اذا اخْتلف اعتبارهما فَأخذ أَحدهمَا ذهنيا وَالْآخر خارجيا فالوجود غير الْمَاهِيّة وَإِن أخذا ذهنين فالوجود هُوَ الْمَاهِيّة وَكَذَا إِن أخذا خارجيين فالوجود هُوَ الْمَاهِيّة

قَوْله من الفعلان هُوَ بِضَم الْفَاء وَإِسْكَان الْعين يَعْنِي كلمة فِي وزن الفعلان كالبهتان والبطلان وَنَحْوهمَا وَهَذَا كَمَا فِي قَول المتنبي فِي رثاء أُخْت سيف الدولة ابْن حمدَان وَاسْمهَا خَوْلَة ... كَأَن فعلة لم تملأ مواكبها ديار بكر وَلم تخلع وَلم تهب ...

وَذَلِكَ أَن المتنبي لم يُصَرح باسمها استعظاما لكَونهَا ملكه بل كنى عَن اسْمهَا بفعلة فَلفظ فعلة حكمهَا حكم موزونها مُمْتَنع من الصّرْف للعلمية والتأنيث فَكَذَا فعلة مُمْتَنع قَالَ ابْن جني كنى بفعلة عَن اسْمهَا وَاسْمهَا خَوْلَة

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

... وَابْن الْخَطِيب وَحزبه من بعده ... لم يهتدوا لمواقع الْفرْقَان ... بل خبطوا نقلا وبحثا أوجبا ... شكا لكل ملدد حيران ...

<<  <  ج: ص:  >  >>