للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وَهُوَ الْقَدِيم فَلم يزل بصفاته ... متوحدا بل دَائِم الْإِحْسَان ...

أَي لَا مَحْذُور فِي إِثْبَات صِفَات الْكَمَال لله سُبْحَانَهُ وَإنَّهُ وَاحِد لم يزل بصفاته إِلَهًا وَاحِدًا وانما الْمَحْذُور أَن يَجْعَل مَعَ الله إِلَه آخر وتعطل صِفَات كَمَاله فهذان كَمَا قَالَ النَّاظِم محذوران محظوران

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

... فَبِأَي برهَان نفيتم ذَا وقلتم لَيْسَ هَذَا قطّ فِي الامكان

فلئن زعمتم انه نقص فَذا ... بهت فَمَا فِي ذَاك من نُقْصَان ... النَّقْص فِي أَمريْن سلب كَمَاله ... أَو شركه بِالْوَاحِدِ الرَّحْمَن ... أتكون أَوْصَاف الْكَمَال نقيصة ... فِي أَي عقل ذَاك أم قُرْآن

إِن الْكَمَال بِكَثْرَة الْأَوْصَاف لَا ... فِي سلبها ذَا وَاضح الْبُرْهَان

مَا النَّقْص غير السَّلب حسب وكل نقص أَصله سلب هَذَا وَاضح التِّبْيَان ... فالجهل سلب الْعلم وَهُوَ نقيصة ... وَالظُّلم سلب الْعدْل والاحسان ... متنقص الرَّحْمَن سالب وَصفه ... حَقًا تَعَالَى الله عَن نُقْصَان

وَكَذَا الثَّنَاء عَلَيْهِ ذكر صِفَاته ... وَالْحَمْد والتمجيد كل اوان

ولذاك أعلم خلقه أدراهم ... بصفاته من جَاءَ بِالْقُرْآنِ

وَله صِفَات لَيْسَ يحصيها سوا ... هـ من مَلَائِكَة وَلَا انسان

ولذاك يثني فِي الْقِيَامَة سَاجِدا ... لما يرَاهُ الْمُصْطَفى بعيان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>