للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. وأصل ضلال الْخلق من كل فرقة ... هُوَ الْخَوْض فِي فعل الاله بعلة

فان جَمِيع الْكَوْن أوجب فعله ... مَشِيئَة رب الْعَرْش باري الخليقة

وَذَات إِلَه الْخلق وَاجِبَة بِمَا ... لَهَا من صِفَات وَاجِبَات قديمَة

فقولك لم قد شَاءَ مثل سُؤال من ... يَقُول فَلم قد كَانَ فِي الأزلية

وَذَاكَ سُؤال يبطل الْعقل وَجهه ... وتحريمه قد جَاءَ فِي كل شرعة

وَفِي الْكَوْن تَخْصِيص كثير يدل من ... لَهُ نوع عقل أَنه بارادة

وإصداره عَن وَاحِد بعد وَاحِد ... أَو القَوْل بالتجويز رمية حيرة

وَلَا ريب فِي تَعْلِيق كل مسبب بِمَا قبله من عِلّة موجبية ... بل الشَّأْن فِي الْأَسْبَاب أَسبَاب مَا ترى ... وإصدارها عَن حكم مَحْض الْمَشِيئَة ... وقولك لم شَاءَ الاله هُوَ الَّذِي ... ازل عقول الْخلق فِي قَعْر حُفْرَة

فان الْمَجُوس الْقَائِلين بخالق ... لنفع وَرب مبدع للمضرة

سُؤَالهمْ عَن عِلّة الشَّرّ أوقعت ... رؤوسهم فِي شُبْهَة المثنوية

وَإِن ملاحيد الفلاسفة الألى ... يَقُولُونَ بِالْفِعْلِ الْقَدِيم بعلة

بغواعله للكون بعد انعدامه ... فَلم يَجدوا ذَا كم فضلوا بضلة

وَإِن مباديء الشَّرّ فِي كل أمة ... ذَوي مِلَّة مَيْمُونَة نبوية

بخوضهم فِي ذاكم صَار شركهم ... وَجَاء دروس الْبَينَات لفترة

وَيَكْفِيك نقضا أَن مَا قد سَأَلته ... من الْعذر مَرْدُود لَدَى كل فطْرَة ...

<<  <  ج: ص:  >  >>