للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

... وَهُوَ الرفيق يحب اهل الرِّفْق بل ... يعطيهم بالرفق فَوق أَمَان

وَهُوَ الْقَرِيب وقربه الْمُخْتَص بالداعي وعابده على الايمان ... وَهُوَ الْمُجيب يَقُول من يَدْعُو أجبه أَنا الْمُجيب لكل من ناداني

وَهُوَ الْمُجيب لدَعْوَة الْمُضْطَر اذ ... يَدعُوهُ فِي سر وَفِي اعلان

وَهُوَ الْجواد فجوده عَم الْوُجُود جَمِيعه بِالْفَضْلِ والاحسان ... وَهُوَ الْجواد فَلَا يخيب سَائِلًا ... وَلَو أَنه من امة الكفران ... وَهُوَ المغيث لكل مخلوقاته ... وَكَذَا يُجيب اغاثة اللهفان ...

قَوْله وَهُوَ الْقَرِيب وقربه الْمُخْتَص بالداعي وعابده على الايمان

يَعْنِي ان الْقرب الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب} الْبَقَرَة إِن هَذَا الْقرب مُخْتَصّ بالداعي فَهُوَ سُبْحَانَهُ قريب مِمَّن دَعَاهُ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنهم كَانُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فَكَانُوا يرفعون أَصْوَاتهم بِالتَّكْبِيرِ فَقَالَ يَا أَيهَا النَّاس أربعوا على أَنفسكُم فانكم لَا تدعون أَصمّ وَلَا غَائِبا إِنَّمَا تدعون سميعا قَرِيبا إِن الَّذِي تَدعُونَهُ أقرب الى احدكم من عنق رَاحِلَته وَكَذَلِكَ قَول صَالح عَلَيْهِ السَّلَام وان اسْتَغْفرُوا ربكُم ثمَّ تُوبُوا اليه إِن رَبِّي قريب مُجيب فَقَوله قريب مُجيب مقرون بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَار أَرَادَ قريب مُجيب لاستغفار المستغفرين التائبين اليه كَمَا انه رَحِيم ودود وَقد قرن الْقَرِيب

<<  <  ج: ص:  >  >>