للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِن الله لَا ينَام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ ان ينَام يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ يرفع اليه عمل النَّهَار قبل اللَّيْل وَعمل اللَّيْل قبل النَّهَار حجابه النُّور لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه كل شئ أدْركهُ بَصَره رَوَاهُ مُسلم ... وَإِذا أَتَى للفصل يشرق نوره ... فِي الأَرْض يَوْم قِيَامَة الابدان ...

قَالَ تَعَالَى {وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا} الزمر فَأخْبر ان الارض يَوْم الْقِيَامَة تشرق بنوره وَهُوَ نوره الَّذِي نوره فانه سُبْحَانَهُ ياتي لفصل الْقَضَاء بَين عباده وَينصب كرسيه بِالْأَرْضِ فَإِذا جَاءَ الله تَعَالَى أشرقت الأَرْض وَحقّ لَهَا أَن تشرق بنوره وَعند المعطلة لَا يَأْتِي وَلَا يَجِيء وَلَا لَهُ نور تشرق لَهُ الارض كَذَا أَفَادَهُ النَّاظِم فِي كتاب الصَّوَاعِق ... وكذاك دَار الرب جنَّات العلى ... نور تلألأ لَيْسَ ذَا بطلَان

والنور ذُو نَوْعَيْنِ مَخْلُوق وَوصف ماهما وَالله متحدان ... وَكَذَلِكَ الْمَخْلُوق ذُو نَوْعَيْنِ محسوس ومعقول هما شَيْئَانِ

أحذر تزل فتحت رجلك هوة ... كم قد هوى فِيهَا على الازمان

من عَابِد بِالْجَهْلِ زلت رجله فِيهِ الى قَعْر الحضيض الداني ... لاحت لَهُ أنوار آثَار العبا ... دة ظَنّهَا الانوار للرحمن ... فَأتى بِكُل مُصِيبَة وبلية ... ماشئت من شطح وَمن هذيان

وَكَذَا الحلولي الَّذِي هُوَ خدنه ... من هَاهُنَا حَقًا هما أَخَوان

ويقابل الرجلَيْن ذُو التعطيل والحجب الكثيفة ماهما سيان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>