للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. هَذَا هُوَ التعطيل للأفعال كالتعطيل للأوصاف بالميزان

فَالْحق أَن الْوَصْف لَيْسَ بمورد التَّقْسِيم هَذَا مُقْتَضى الْبُرْهَان ... بل مورد التَّقْسِيم مَا قد قَامَ بِالذَّاتِ الَّتِي للْوَاحِد الرَّحْمَن

فهما اذا نَوْعَانِ اوصاف وأفعال فهذي قسْمَة التِّبْيَان ... فالوصف بالافعال يَسْتَدْعِي قيا ... م الْفِعْل بالموصوف بالبرهان ... فالوصف بِالْمَعْنَى سوى الافعال مَا ... إِن بَين ذَيْنك قطّ من فرقان

وَمن الْعَجَائِب أَنهم ردوا على ... من أثبت الْأَسْمَاء دون معَان

قَامَت بِمن هِيَ وَصفه هَذَا محا ... ل غير مَعْقُول لذِي الأذهان

وأتو الى الاوصاف باسم الْفِعْل قا ... لوا لم تقم بِالْوَاحِدِ الديَّان

فَانْظُر اليهم أبطلوا الاصل الَّذِي ... ردوا بِهِ أَقْوَالهم بوزان

ان كَانَ هَذَا مُمكنا فكذاك قو ل خصومكم أَيْضا فذو إِمْكَان ... وَالْوَصْف بالتقديم وَالتَّأْخِير كو ... ني وديني وهما نَوْعَانِ

وَكِلَاهُمَا أَمر حَقِيقِيّ ونسبي وَلَا يخفى الْمِثَال على أولي الأذهان ... وَالله قدر ذَاك أجمعه باحكام واتقان من الرَّحْمَن ...

قَوْله وَلذَلِك قد غلط الْمقسم أَي إِن الْجَهْمِية وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُعْتَزلَة والاشعرية قَالُوا إِن الْفِعْل هُوَ الْمَفْعُول والخلق هُوَ الْمَخْلُوق وَقد أَشَرنَا إِلَى ذَلِك فِيمَا تقدم ولنزد ذَلِك أيضاحا فَنَقُول قَالَ النَّسَفِيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>