للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِأَنَّهُ من الْمحَال أَن يكون الشَّيْء بَاطِلا فِي نَفسه وَتَكون ملزوماته حَقًا فَتعين إلزامكم حِينَئِذٍ على قَول الرَّسُول ومحكم الْقُرْآن وإنهما لم يدلا إِلَّا على التجسيم والتشبيه فرميتم اتِّبَاع الرَّسُول بالتشبيه والتجسيم والتركيب تسترا وَهَذَا معنى قَوْله مَا تسترا خوفًا من أَنكُمْ إِذا نسبتم الْكتاب وَالسّنة الى التَّشْبِيه والتجسيم نسبتم الى الْكفْر والضلال والا فالمثبتة لم يَقُولُوا إِلَّا بِمَا قَالَه الله وَرَسُوله لَكِن جعلتم تشنيعكم على أَتْبَاعه جنَّة وقصدكم مَفْهُوم وَالله أعلم

قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى ... هَذَا وثالث مَا نجيب بِهِ هُوَ استفساركم يَا فرقة الْعرْفَان ... مَاذَا الَّذِي تعنون بالجسم الَّذِي ... ألزمتمونا أوضحُوا بِبَيَان

تعنون ماهو قَائِم بِالنَّفسِ أَو ... عَال على الْعَرْش الْعَظِيم الشان

أَو ذَا الَّذِي قَامَت بِهِ الْأَوْصَاف وأ ... وصاف الْكَمَال عديمة النُّقْصَان

أَو مَا تركب بِهِ جَوَاهِر فردة ... أَو صُورَة حلت هيولي ثَان

أَو مَا هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي الْعرف أَو ... فِي الْوَضع عِنْد تخاطب بِلِسَان

أَو مَا هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي الذِّهْن ذَا ... ك يُقَال تعليمي ذِي الأذهان

مَاذَا الَّذِي من ذَاك يلْزم من ثبو ... ت علوه من فَوق كل مَكَان

فَأتوا بِتَعْيِين الَّذِي هُوَ لَازم ... فاذا تعين ظَاهر التِّبْيَان

فَأتوا ببرهانين برهَان اللزو ... م وَنفي لَازمه فذان اثْنَان

وَالله لَو نشرت لكم أشياخكم ... عجزوا وَلَو واطاهم الثَّقَلَان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>