للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَط رَاهِب وَشرط الرّوم ملازمته للبس المسوح وخدمة الدَّيْر وَأَن لَا يُصَلِّي خَارج الْكَنِيسَة ... وَكَذَلِكَ الجهمي نزه ربه ... عَن عَرْشه من فَوق ذِي الأكوان

حذرا من الْحصْر الَّذِي فِي ظَنّه ... أَو أَن يرى متحيزا بمَكَان

فاصأره عدما وَلَيْسَ وجوده ... متحققا فِي خَارج الاذهان

لكنما قدماؤهم قَالُوا بِأَن الذَّات قد وجدت بِكُل مَكَان

جَعَلُوهُ فِي الْآبَار والأنجاس والخانات والخربات والقيعان ...

قَالَ فِي الْقَامُوس الخان الْحَانُوت اَوْ صَاحبه وخان التُّجَّار مَعْرُوف

قَوْله القيعان قَالَ فِي الْقَامُوس القاع ارْض سهلة مطمئنة قد انفرجت عَلَيْهَا الْجبَال والآكام جمع قيع وقيعة وقيعان بكسرهن أَي أَن الْجَهْمِية نزهوا الله عَن أَن يكون مستويا على عَرْشه حذرا من أَن يكون محصورا اَوْ متحيزا ثمَّ قَالُوا إِنَّه تَعَالَى لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه وَلَا مُتَّصِل وَلَا مُنْفَصِل فأوقعوا عَلَيْهِ صفة الْمَعْدُوم

قَوْله لكنما قدماؤهم قَالُوا بِأَن الذَّات الخ أَي أَن قدماء الْجَهْمِية قَالُوا بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مَوْجُود بِكُل مَكَان تَعَالَى الله عَن ذَلِك وَلَكِن هَذَا لَيْسَ قَول الْجَهْمِية الْأَوَّلين جَمِيعهم فان هَذَا قَول النجارية والضرارية كَمَا تقدم ذَلِك فِي أَوَائِل هَذَا الشَّرْح فَفِي كَلَامه مُسَامَحَة ... وَالْقَصْد أَنكُمْ تحيزتم الى الآراء وَهِي كَثِيرَة الهذيان

فتلونت بكم فجئتم أَنْتُم ... متلونين عجائب الالوان

وعرضتم قَول الرَّسُول على الَّذِي ... قد قَالَه الاشياخ عرض وزان ...

<<  <  ج: ص:  >  >>