للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} الْقَصَص دَلِيل على الاعدام لِأَن التَّفْرِيق هَلَاك كالاعدام فهلاك كل شَيْء خُرُوجه عَن صِفَاته الْمَطْلُوبَة مِنْهُ وَزَوَال التَّأْلِيف كَذَلِك وَمثله يُسمى فنَاء عرفا فَلَا يتم الِاسْتِدْلَال بقوله تَعَالَى {كل من عَلَيْهَا فان} الرَّحْمَن على الاعدام أَيْضا وَالله تَعَالَى أعلم انْتهى كَلَامه

فَهَذَا قَول النفاة فِي الْمعَاد أما قَوْلهم لَهُم فِي المبدأ فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ وَالله أعلم ... وَتَمام هَذَا قَوْلكُم بِفنَاء دا ... ر الْخلد فالداران فانيتان ...

أَي إِن الْجَهْمِية قَالُوا بِفنَاء الْجنَّة وَالنَّار ... يَا قَومنَا بلغ الْوُجُود بأسره الد ... نيا مَعَ الْأُخْرَى مَعَ الايمان

والخلق والامر الْمنزل وَالْجَزَاء منَازِل الجنات والنيران ... وَالنَّاس قد ورثوه بعد فَمنهمْ ذُو السهْم والسهمين والسهمان

بئس الْمُورث والمورث والتر ... اث ثَلَاثَة اهل لكل هوان

يَا وارثين نَبِيّهم بشراكم ... مار إثكم مَعَ إرثهم سيان

شتان بَين الْوَارِثين وَبَين مو ... روثيهما وسهام ذِي سَهْمَان

يَا قوم مَا صَاح الْأَئِمَّة جهدهمْ ... بالجهم من أقطارها بِأَذَان

الا لما عرفوه من أَقْوَاله ... ومآلها بِحَقِيقَة الْعرْفَان

قَول الرَّسُول وَقَول جهم عندنَا ... فِي قلب عبد لَيْسَ يَجْتَمِعَانِ

نصحوكم وَالله جهد نصيحة ... مَا فيهم وَالله من خوان

فَخُذُوا بهديهم فربي ضَامِن ... وَرَسُوله أَن تَفعلُوا بجنان ...

أَي إِن قَول أهل النَّفْي والتعطيل قد بلغت شناعاته الْوُجُود بأسره

<<  <  ج: ص:  >  >>