للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالنَّوْع الثَّانِي من الذّكر ذكر أمره وَنَهْيه وَأَحْكَامه وَهَذَا أَيْضا نَوْعَانِ إِلَى آخر كَلَامه وَهُوَ كَلَام نَفِيس

قَوْله أولو الْعَزْم الَّذين بِسُورَة الاحزاب والشورى قَالَ تَعَالَى فِي سُورَة الْأَحْزَاب {وَإِذ أَخذنَا من النَّبِيين ميثاقهم ومنك وَمن نوح وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى ابْن مَرْيَم وأخذنا مِنْهُم ميثاقا غليظا} وَفِي سُورَة الشورى {شرع لكم من الدّين مَا وصّى بِهِ نوحًا وَالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيْك وَمَا وصينا بِهِ إِبْرَاهِيم ومُوسَى وَعِيسَى أَن أقِيمُوا الدّين وَلَا تتفرقوا فِيهِ} الْآيَة

قَوْله فلأجل ذَا الاثبات فِي الايمان مثل الاساس من الْبناء يَعْنِي أَن الاثبات فِي الْإِيمَان مثل الأساس مَعَ الْبناء وَقد قَالَ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى الاثبات أمكن نَقله عَنهُ الْخطابِيّ ... وَالله مَا قَامَ الْبناء لدين رسل الله بالتعطيل للديان

مَا قَامَ الا بِالصِّفَاتِ مفصلا ... اثباتها تَفْصِيل ذِي عرفان

فَهِيَ الاساس لديننا وَلكُل دين قبله من سَائِر الايان

وكذاك زندقة الْعباد أساسها التعطيل يشْهد ذَا اولو الْعرْفَان

وَالله مَا فِي الأَرْض زندقة بَدَت ... الا من التعطيل والنكران ...

وَالله مَا فِي الأَرْض زندقة بَدَت ... من جَانب الاثبات وَالْقُرْآن

هذي زنادقة الْعباد جَمِيعهم ومصنفاتهم بِكُل مَكَان

مَا فيهم أحد يَقُول الله فو ... ق الْعَرْش مستول على الاكوان

وَيَقُول ان الله جلّ جَلَاله ... مُتَكَلم بِالْوَحْي وَالْقُرْآن ...

<<  <  ج: ص:  >  >>