للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.. يارب قد بَغت النفاة وأجلبوا ... بِالْخَيْلِ وَالرجل الحقير الشان

نصبوا الحبائل والغوائل للألى ... أخذُوا بوحيك دون قَول فلَان

ودعوا عِبَادك أَن يطيعوهم فَمن ... يعصيهم ساموه شَرّ هوان

وقضوا على من لم يقل بضلالهم ... باللعن والتضليل والكفران

وقضوا على أَتبَاع وحيك بِالَّذِي هم أَهله لَا عَسْكَر الْفرْقَان ... وقضوا بعزلهم وقتلهم وحبسهم ونفيهم عَن الأوطان

وتلاعبوا بِالدّينِ مثل تلاعب الْحمر الَّتِي نفرت بِلَا ارسان ... حَتَّى كَأَنَّهُمْ تواصوا بَينهم ... يُوصي بذلك أول للثَّانِي ... هجروا كلامك هجر مُبْتَدع لمن ... قد دَان بالآثار وَالْقُرْآن

فَكَأَنَّهُ فِيمَا لديهم مصحف ... فِي بَيت زنديق أخي كفران

أَو مَسْجِد بجوار قوم هَمهمْ ... فِي الْفسق لَا فِي طَاعَة الرَّحْمَن

وخواصهم لم يقرؤوه تدبرا ... بل للتبرك لَا لفهم معَان

وعوامهم فِي السَّبع أَو فِي خَتمه ... أَو تربة عوضا لذِي الْأَثْمَان

هَذَا وهم حرفية التجويد أَو ... صوتية الْأَنْغَام والالحان

يَا رب قد قَالُوا بِأَن مصاحف الاسلام مَا فِيهَا من الْقُرْآن ... إِلَّا المداد وَهَذِه الأوراق وَالْجَلد الَّذِي قد سل من حَيَوَان ...

هَذَا كَمَا حكى الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فِي كتاب الْملَل والنحل قَالَ وَلَقَد أَخْبرنِي عَليّ بن حَمْزَة الْمرَادِي الصّقليّ الصُّوفِي أَنه رأى بعض الأشعرية

<<  <  ج: ص:  >  >>