للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانُوا يؤولون الْمَلَائِكَة على دعاتهم الَّذين يدعونَ إِلَى بدعتهم وَقَالُوا إِن الشَّيَاطِين هم الَّذين لَا يكونُونَ على مَذْهَبهم من الْمُسلمين من عُلَمَاء أَصْحَاب الحَدِيث والرأي وَكَانُوا يسمون موافقيهم على بدعهم الْمُؤمنِينَ ومخالفيهم الْحمير والظاهرية

وَكَانَ من جُمْلَتهمْ رجل اسْمه عبيد الله بن الْحُسَيْن القيرواني كتب رِسَالَة إِلَى سُلَيْمَان بن الْحسن القرمطي وَكتب فِيهَا أوصيك بتشكيك النَّاس فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن فَأَنَّهُ أعظم عون لَك على القَوْل بقدم الْعَالم وأوصيت إِلَيْك بِأَن تعرف مخاريق الْأَنْبِيَاء والأمور الَّتِي ناقضوا فِيهَا كَمَا قَالَ عِيسَى للْيَهُود أَنا لَا أرفع شَيْئا من شريعتكم وَلَا أنسخ ثمَّ رفع السبت وَوضع بدله الْأَحَد وَغير قبْلَة مُوسَى فَلَمَّا عثر الْيَهُود مِنْهُ على هَذِه المناقضة قَتَلُوهُ وَيَنْبَغِي أَن لَا تكون كصاحب الْأمة المنكوسة لما سَأَلُوهُ عَن الرّوح لم يدر مَا يَقُول فَقَالَ {ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ من الْعلم إِلَّا قَلِيلا} وهم قبلوا مِنْهُ ذَلِك وَيَنْبَغِي أَن لَا تكون كموسى ادّعى مَا ادَّعَاهُ وَلم يكن لَهُ برهَان سوى المخرقة وحيل الشعبذة وذلكم المحق فِي زَمَانه قَالَ {فحشر فَنَادَى فَقَالَ أَنا ربكُم الْأَعْلَى} وَإِنَّمَا سَمَّاهُ محقا على مذْهبه على معنى أَنه كَانَ صَاحب زَمَانه فِي دوره

وَذكر فِي تِلْكَ الرسَالَة فَقَالَ واعجب من هَذَا فِي دينهم أَن الْوَاحِد مِنْهُم يكون لَهُ ابْنه حسناء يحرمها على نَفسه ويبيحها للْأَجْنَبِيّ وَلَو كَانَ لَهُ عقل لعلم أَنه أولى بهَا من الرجل الْأَجْنَبِيّ وَلَكنهُمْ قوم خدعهم رجل بِشَيْء لَا يكون أبدا خوفهم بالقيامة وَالنَّار ومناهم الْجنَّة واستعبدهم لهَذَا السَّبَب فَكيف لم يخف فِي نَفسه مِمَّا خوفهم بِهِ حِين استعبدهم فِي العاجل وَلم يبال بِهِ ثمَّ ذكر الْمُدبر فِي آخر هَذَا الْكتاب

<<  <   >  >>