للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد غرني برداك من خدافلي ... يا ليت من خدافلي على حري

غر ابن السيرافي قصيدة حميد الميمية، التي أولها:

سل الربع أنى يممت أم سالم ... وهل عادةٌ للربع أن يتكلما

فتوهم أن هذا البيت منها، والكمر أشباه الكمر والبيت للطماح بن عامر ابن الأعلم بن خويلد العقيلي، وهو شاعر مجيد، وله مقطعات حسان، وهو القائل في كلمة له يفتخر فها:

وسارا من الملحين ملحي صعايدٍ ... وتثليث سيراً يمتطي فقر البزل

فما قصرا في السير حتى تناولا ... بني أسدٍ في دراهم وبني عجل

يقودون جرداً من بنات مخالسٍ ... وأعوج تقفى بالأجلة والرسل

قال الطماح العقيلي:

عرفت لسلمى رسم دارٍ تخالها ... ملاعب جنٍ أو كتاباً منمنما

وعهدي بسلمى والشباب كأنه ... عسيبٌ نما في ريةٍ فتقوما

وما هي إلا ذات وثرٍ وشوذرٍ ... مغار ابن همامٍ على حي خثعما

جويريةٌ ما أخلفت من لفافة ... ولا الثدي منها ما عدا أن تحلما

تعلقتها وسط الجواري غريرةً ... وما حليت إلا الجمان المنظما

إلى أن دعت بالدرع قبل لداتها ... وعادت ترى منهن أبهى وأفخما

وغص سواراها فما يألوانها ... إذا بلغا الكفين أن يتقوما

وعادت كهيلٍ من نقاً متلبدٍ ... وأفعمت الحجلين حتى تفصما

[قال ابن السيرافي قال حريث بن جبلة العذري]

حتى كأن لم يكن إلا تذكره ... والدهر أيتما حالٍ دهارير

قال س: هذا موضع المثل:

اختلط الليل بألوان الحصى

خلط ابن السيرافي في هذا الاسم، إنما هو جبلة بن الحويرث العذري، وقد أورد ابن السيرافي تمام الأبيات.

[قال ابن السيرافي قال عمرو بن قميئة]

قد ساءلتني بنت عمروٍ عن ال ... أرضين إذ تنكر أعلامها

لما رأت ساتيد ما استعبرتلله در اليوم من لامها

تذكرت أرضاً بها أهلها ... أخوالها فيها وأعمامها

قال: ساتيد ما جبل، واستعبرت بكت.

قال س: هذا موضع المثل:

من لم يسمن جواداً كان يركبه ... في الخصب قام به في الجدب مهزولا

كنت قد أعلمتك أن من لم بمارس علم المنازل لم يفلح في مثل هذا من الشعر، وذلك أن المستفيد إذا لم يعرف ساتيدما أي بلاد الله، لم يتصور معنى هذا البيت، وسبب بكائها، ومعنى أنها لما فارقت بلاد قومها، ووقعت إلى بلاد الروم بكت وندمت على ذلك.

وإنما أراد عمرو بهذه الأبيات نفسه لا بنته، وإنما كنى عن نفسه بها. وساتيد ما: جبل ما بين ميا فارقين وسعرت. كذا أخبرناه أبو الندى.

وقال عمرو هذا الشعر، حين خرج مع امرئ القيس إلى الروم، وقصتهما معروفة.

[قال ابن السيرافي قال ضابئ بن الحارث البرجمي]

من يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيارٌ بها لغريب

وما عاجلات الطير تدني من الفتى ... نجاحا ولا عن ريثهن يخيب

قال: قيار اسم جمله.

قال س: هذا موضع المثل:

بدلٌ من البازي غرابٌ أبقع

جعل ابن السيرافي في مكان فرسٍ جواد جملاً ثفالاً، وقيار اسم فرسه لا اسم جمله، وهو الفرس الذي أوطأه ضابئٌ بعض صبيان أهل المدينة حتى أخذه عثمان وحبسه.

[قال ابن السيرافي قال شاعر من همدان]

يمرون بالدهنا خفافاً عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب

على حين ألهى الناس جل أمورهم ... فندلاً زريق المال ندل الثعالب

قال: زريق نداء، وهي قبيلة، كأنه قال: اندلي يا زريق المال. والدهناء: موضع، ودارين موضع أيضاً، وقوله: على حين ألهى الناس جل أمورهم: يريد حين اشتغل الناس بالفتن والحروب. وقيل: إنه يصف قوماً تجاراً، يحملون المتاع من دارين ويبيعونه، ويمرون بالدهناء بعدما باعوا متاعهم. وقيل: إنه يصف لصوصاً، يأتون إلى دارين فيسرقون ويملأون حقائبهم، ثم يفرغونها ويعودون إلى دارين.

قال س: هذا موضع المثل:

يسقيه من كل يدٍ بكاس ... فالقلب بين طمعٍ وياس

<<  <   >  >>