للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم، ولم يبرئهم من الزلل كما لم يبرئوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه، والمعاين لرشده، والمتبع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته رضي الله عنهم، ومن أعف نفسه من النظر وأضرب عما ذكرنا، وعارض السنن برأيه ورام أن يردها إلى مبلغ نظره فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضًا وتقحم في الفتوى بلا علم فهو أشد عمى وأضل سبيلًا" ا. هـ.

وكذلك وفر الكتاب على الشباب المسلم الوقت والجهد، والمتاعب النفسية، وفتح أمامهم آفاقًا واسعة، وأخذ بأيديهم إلى الصواب. رغم ما في الكتاب من أخطاء مطبعة كثيرة بلغت قرابة ٢٠٠ خطأ، حتى الغلاف لم يسلم من الخطأ في اسم الكتاب من "الأدلة الرضية" إلى "الأدلة الرصينة". وزاد الطين بلة -كما يقولون- إنهم نسبوا الكتاب إلى الإمام الشوكاني، والناظر في مؤلفات الشوكاني المطبوعة والمخطوطة لم يجد هذا العنوان، فما أدري ما السبب في هذا الفعل؟!!

كما فوجئت بعد فترة وجيزة بأن الكتاب في الأسواق وعليه "دار الندى" ببيروت، بدون إذن من المؤلف أو الناشر، وإذا هو صورة عن الطبعة الأولى سوى تغيير اسم الكتاب من الخطأ إلى الصواب والباقي كما هو، فتعجبت من هذا الفعل، وكم تمنيت لو أخبرت لقمت بتقديم التصويبات والاستدراكات ولكن قدر الله وما شاء فعل ...

ثم تقدمت "دار الفكر" ببيروت لشراء الكتاب شراءً قطعيًّا؛ لتقوم بطبعه الطبعة الثالثة. وتم لها ذلك ... فعندها قدمت ما عندي من تصويبات واستدراكات، رغبة في إخراج هذا الكتاب النافع والمطلوب من جميع الشباب المسلم على اختلاف أعمارهم، خاليًا من كل خطأ ...

فأرجو الله العلي القدير أن يسدد خطانا على الحق، وأن يلهمنا الرشد وأن يرزقنا الإخلاص، وأن يجعل ما كتبناه في ميزان حسناتي يوم العرض إنه سميع مجيب.

المؤلف

محمد صبحي بن حسن حلاق

أبو مصعب

الموافق في ٤/ صفر/ ١٤١٤هـ ٢٣ تموز / ١٩٣٩م

<<  <   >  >>