للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الباب الخامس عشر] : باب صلاة الاستسقاء

تسن عند الجدب ركعتان، بعدها خطبة، تتضمن الذكر والترغيب في الطاعة والزجر عن المعصية١، ويستكثر الإمام ومن معه من الاستغفار والدعاء برفع الجدب٢، ويُحَوِّلُون جميعًا أرديتهم٣.


١ للحديث الذي أخرجه أبو داود "١/ ٦٩٢ رقم ١١٧٣" عن عائشة رضي الله عنها قالت: شكا الناس إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحمد الله عز وجل، ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله عز وجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم"، ثم قال: "الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين. لا إله إلا الله يفعل ما يريد. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء. أنزِلْ علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغًا إلى حين"، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب -أو حول- رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس، ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأتِ مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِن ضحك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه. فقال: "أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله". وهو حديث حسن. الكِن: كل ما وقى الحر والبرد من المساكن.
٥ للحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٥٠٨ رقم ١٠١٥" ومسلم "٢/ ٦١٢ رقم ٨٩٧" من حديث أنس وفيه: فرفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه. ثم قال: "اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا".
٦ يحولون جميعًا أرديتهم: أي من جعل الأيمن أيسر والأيسر أيمن تفاؤلًا بتغيير الشدة إلى خير ورخاء. وانظر هامش "٤".

<<  <   >  >>