للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقامة الخمسونَ اليَمنيَّة

حدَّثَ القاسمُ بنُ جريال، قالَ: صَلفْتُ حين واجهتني شَوائبُ المشيبِ، وشافهتني شِفاه الغدائر الشّيْبِ، وقاطعتني شمائلُ الشبيبِ، وواصلتني عقائلُ الهرم القَشيبِ، مجاولةَ السَّلاهبِ، ومحاولة الأصاهب، واجتلاء العواتكِ، وابتلاء الرواتكِ، والتئامَ الدساكرِ، والتحامَ العساكرِ، وأنا ذو رفاهيةِ، وفراهيةِ غير متناهيةٍ، أسوفُ إنابَ الملاعبِ، وأطوفُ بكعبةِ بيتِ الكواعبِ، أظَلُّ بين سِدْرِ المُساهرةِ وسيالها، وأملأ ذنوبَ المسرةِ إلى أسبالِها، فقلتُ حينَ رهنت النُّخَبَ في رهاني، وأرهنتُ النظرَ فيما ازدهاني: الوافر:

رعاكَ اللهُ منْ شَيْبٍ نَهاني ... عن اللهوِ المزهرهِ والهوان

وألهمني الهداية بعدَ عَشرِ ... وتِسْع في ثمانٍ مَعْ ثمان

وأنساني التدهدُه في الدواهي ... وإدمانَ الدنادن للدنان

وعوّضني عن الكاساتِ كَيْساً ... وتجويدِ المثاني بالمثاني

وأغناني عن الغادات رَغْما ... وتغريد المعاني بالمغاني

وحوَّلني خلائقَ لم أخلها ... تُخامرُ خّلِتي خَلْفَ الخِتانِ

<<  <   >  >>