للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن الحِبابُ ونحن الجَنابُ ... ونحن الجِباب ونحن الجُباب

قال الراوي: فحينَ تَمَ يمُّ ما رواهُ، ونمَّ ثَم نشرُ ما نشرَهُ ورواهُ، إلى المخاطبِ، وعَبقْتُ من مخاطبةِ الخاطبِ، فلثمتُ يديه، وسألتهُ انبعاثي إليهِ، لأرتعَ بروْض عقيانِه، وأجمعَ بينَ خَبَرهِ وعيانهِ، ثُمَّ سَرَيت مسرىَ النَّعامةِ الرَّبداءِ، وجَريت مجرَىَ العَجْلزةِ الجرداءِ، بجماعةِ بسطوا خادَ الجَداءِ، وجمعوا بين لُحَم المُلْح والسداءِ، ولمّا أجَزْنا ساحةَ رواقهِ، وجُزْنَا لانتجاع قُراقِرَ أفواقِهِ، ألفيتُهُ المصري ذا المخائلِ الخالَصةِ، والحبائل القانصةِ، فسلمتُ تسليمَ منَ ظفِرَ بِحَلِّ حَصَرهِ، أو بشِرَ بردِّ بَصرهِ، فأقبل يتكرَّهُ بي ببابِ خِبائهِ، مخافةَ أخذِ حِبائه، ويُعرِّضُ بازدهائهِ، لكَبرِ دَهائهِ، فقلتُ له: على سبيلِ الخاطبةِ لا المصاخبةِ، ومهيع المعاتبةِ لا المداعبةِ، أَينصرفُ القاسمُ ومعارَفُهُ لا تضافُ؟ فقالَ تاللهِ لا يضَافُ أو يرخمُ المضافُ، أوَ ما علمتَ أنَّ القاسمَ ينصرفُ، وأنَّ المعارفَ لا تضافُ، ثم إنَّهُ انسربَ في سربه، ووجم، وانسحب سحابُ مجانبتِه وانسجمَ وجعل يُزعجُني باعتياصه وانتقاصهِ، ويَحْصِبُني من وراءِ خَصاصهِ بحُصاصه، فعدت بعناد وهون، وسوادٍ مرهون، وفؤاد موهونٍ، وإهاب عرْض لناب الإهانة مدهون.

المقامةُ الثانيةُ والعشرونَ الشّهر زوريَّة

حَدَّث القاسمُ بنُ جريالِ، قالَ: وصلت مذ رفضتُ الزّورَ، وركضتُ الجزور وهجرتُ المزورَ، إلى بعض أعمالِ شهر زورَ، مع رفقةٍ ما احتلبُوا ثُدىَّ ثوابٍ ولا انقلبوا إلى جَزالةِ جوابٍ، ولا عرفوا بجَمْل الجوائح، ولا وصفوا بحَمْلِ مرهفاتِ الصفائح، تلدغ لدغَ الرقيبِ، وتَفِرّ فِرارَ اليَعاقيبِ، وتمْعنُ في التنقيبِ، على اقتناء النقيب: الطويل:

تُجلَبْبُني وخزاً وتحسُبني وزاً ... وتصحُبني غَمْزاً وتذكرُني رَمْزَا

وتُوسِعُني نَبْزا وتعقِدُ لي عَزاً ... وتطلُبني هَمْزاً وتورثُني لَمْزا

<<  <   >  >>