للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمعنى وحدته: جعلته مُنْفَردا عَمَّا يُشَارِكهُ أَو يُشبههُ فِي ذَاته وَصِفَاته، وَالتَّشْدِيد فِيهِ للْمُبَالَغَة أَي بالغت فِي وَصفه بذلك. وَقيل: الْوَاو فِيهِ مبدلة من الْهمزَة، وَالْعرب تبدل الْهمزَة من الْوَاو، وتبدل الْوَاو من الْهمزَة كَقَوْلِهِم وشاح وأشاح وَتقول الْعَرَب: أحدهن لي وآحدهن لي أَي اجعلهن لي أحد عشر. وَيُقَال جاؤوا أحاد أحاد أَي: وَاحِدًا وَاحِدًا، فعلى هَذَا: الْوَاو فِي التَّوْحِيد أَصْلهَا الْهمزَة، قَالَ الْهُذلِيّ:

(لَيْث الصريمة أحدان الرِّجَال لَهُ ... صيد ومجتزئ بِاللَّيْلِ هجاس)

وَتقول الْعَرَب: وَاحِد وَأحد ووحد ووحيد أَي: مُنْفَرد، فَالله تَعَالَى وَاحِد، أَي مُنْفَرد عَنِ الأنداد والأشكال فِي جَمِيع الْأَحْوَال.

فَقَوْلهم: وحدت اللَّه: من بَاب عظمت اللَّه، وكبرته، أَي عَلمته عَظِيما وكبيرا، فَكَذَلِك وحدته: أَي عَلمته وَاحِدًا، منزها عَنِ الْمثل فِي الذَّات وَالصِّفَات.

قَالَ بعض الْعلمَاء: التَّوْحِيد: نفي التَّشْبِيه عَنِ اللَّه الْوَاحِد، وَقيل: التَّوْحِيد نفي التَّشْبِيه عَن ذَات الموحد وَصِفَاته، وَقيل: التَّوْحِيد الْعلم بالموحد وَاحِدًا لَا نَظِير لَهُ: فَإِذَا ثَبت هَذَا فَكل من لم يعرف اللَّه هَكَذَا فَإِنَّهُ غير موحد لَهُ.

وَأما التَّشْبِيه: فَهُوَ مصدر شبه يشبه تَشْبِيها، يُقَال: شبهت الشَّيْء بالشَّيْء أَي مثلته بِهِ، وقسته عَلَيْهِ، إِما بِذَاتِهِ أَو بصفاته، أَو بأفعاله، قَالَ أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>