للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واللغوب وَالظُّلم وإرادته والتسمي بِهِ وَالشَّرِيك والصاحبة والظهير وَالْولد وَالشَّفِيع بِدُونِ إِذْنه وَأَن يتْرك عباده سدى هملا وَأَن يكون خلقهمْ عَبَثا وَأَن يكون خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا بَاطِلا لَا لثواب وَلَا عِقَاب وَلَا أَمر وَلَا نهى وَأَن يسوى بَين أوليائه وأعدائه وَبَين الْأَبْرَار والفجار وَبَين الْكفَّار وَالْمُؤمنِينَ وَأَن يكون فِي ملكه مَالا يَشَاء أَن يحْتَاج إِلَى غَيره بِوَجْه من الْوُجُوه وَأَن يكون لغيره مَعَه من الْأَمر شَيْء وَأَن يعرض لَهُ غَفلَة أَو سَهْو أَو نِسْيَان وَأَن يخلف وعده أَو تبدل كَلِمَاته أَو يُضَاف إِلَيْهِ الشَّرّ اسْما أَو وَصفا أَو فعلا بل أسماءه كلهَا حسنى وَصِفَاته كلهَا كَمَال وأفعاله كلهَا خير وَحِكْمَة ومصلحة فَهَذَا تَنْزِيه الرُّسُل لرَبهم

وَأما المعطلون فنزهوه عَمَّا وصف بِهِ نَفسه من الْكَمَال فنزهوه عَن أَن يتَكَلَّم أَو يكلم أحدا ونزهوه عَن استوائه على عَرْشه وَأَن ترفع إِلَيْهِ الْأَيْدِي وَأَن يصعد إِلَيْهِ الْكَلم الطّيب وَأَن ينزل من عِنْده شَيْء أَو تعرج إِلَيْهِ الْمَلَائِكَة وَالروح وَأَن يكون فَوق عباده وَفَوق جَمِيع مخلوقاته عَالِيا عَلَيْهَا ونزهوه أَن يقبض السَّمَوَات بِيَدِهِ وَالْأَرْض بِالْيَدِ الْأُخْرَى وان يمسك السَّمَوَات على إِصْبَع وَالْأَرْض على إِصْبَع وَالْجِبَال على إِصْبَع وَالشَّجر على إِصْبَع ونزهوه أَن يكون لَهُ وَجه وَأَن يرَاهُ الْمُؤْمِنُونَ بِأَبْصَارِهِمْ فِي الْجنَّة وَأَن يكلمهم وَيسلم عَلَيْهِم ويتجلى لَهُم ضَاحِكا وَأَن ينزل كل لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول من يستغفرني فَأغْفِر لَهُ من يسألني فَأعْطِيه فَلَا نزُول عِنْدهم وَلَا قَول ونزهوه أَن يفعل شَيْئا لشَيْء بل أَفعاله لَا لحكمة وَلَا لغَرَض مَقْصُود ونزهوه أَن يكون تَامّ الْمَشِيئَة نَافِذ الْإِرَادَة بل يَشَاء الشَّيْء ويشاء عباده خِلَافه فَيكون مَا شَاءَ العَبْد دون مَا شَاءَ الرب وَلَا يَشَاء الشىء فَيكون مَالا يَشَاء ويشاء مَالا يكون وَسموا هَذَا عدلا كَمَا سموا ذَلِك النزيه توحيدا ونزهوه عَن أَن يحب أَو يحب ونزهوه عَن الرأفة وَالرَّحْمَة وَالْغَضَب وَالرِّضَا ونزهة آخَرُونَ عَن السّمع وَالْبَصَر وَآخَرُونَ عَن الْعلم ونزهه آخَرُونَ عَن الْوُجُود فَقَالُوا الَّذِي فر إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ المنزهون من التَّشْبِيه والتمثيل يلْزمنَا فِي الْوُجُود يلْزمنَا فِي الْوُجُود فَيجب علينا أَن ننزهه عَنهُ فَهَذَا تَنْزِيه الْمُلْحِدِينَ وَالْأول تَنْزِيه الْمُرْسلين

فصل الْفرق بَين إِثْبَات حقائق الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَبَين التَّشْبِيه والتمثيل يما

قَالَه الإِمَام أَحْمد وَمن وَافقه من أَئِمَّة الْهدى أَن التَّشْبِيه والتمثيل أَن تَقول يَد كيدي أَو سمع كسمعي أَو بصر كبصري وَنَحْو ذَلِك وَأما إِذا قلت سمع وبصر وَيَد وَوجه واستواء لَا يماثل شَيْئا من صِفَات المخلوقين بل بَين الصّفة وَالصّفة من الْفرق كَمَا بَين الْمَوْصُوف والموصوف فَأَي تَمْثِيل هَهُنَا وَأي تَشْبِيه لَوْلَا تلبيس الْمُلْحِدِينَ فمدار الْحق الَّذِي اتّفقت عَلَيْهِ الرُّسُل على أَن يُوصف الله بِمَا وصف

<<  <   >  >>