للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النُّور

هُوَ الظَّاهِر الَّذِي بِهِ كل ظُهُور فَإِن الظَّاهِر فِي نَفسه الْمظهر لغيره يُسمى نورا وَمهما قوبل الْوُجُود بِالْعدمِ كَانَ الظُّهُور لَا محَالة للوجود وَلَا ظلام أظلم من الْعَدَم فالبريء عَن ظلمَة الْعَدَم بل عَن إِمْكَان الْعَدَم الْمخْرج كل الْأَشْيَاء من ظلمَة الْعَدَم إِلَى ظُهُور الْوُجُود جدير بِأَن يُسمى نورا والوجود نور فائض على الْأَشْيَاء كلهَا من نور ذَاته فَهُوَ نور السَّمَوَات وَالْأَرْض وكما أَنه لَا ذرة من نور الشَّمْس إِلَّا وَهِي دَالَّة على وجود الشَّمْس المنورة فَلَا ذرة من موجودات السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا إِلَّا وَهِي بِجَوَاز وجودهَا دَالَّة على وجوب وجود موجدها وَمَا ذَكرْنَاهُ فِي معنى الظَّاهِر يفهمك معنى النُّور ويغنيك عَن التعسفات الْمَذْكُورَة فِي مَعْنَاهُ

الْهَادِي

هُوَ الَّذِي هدى خَواص عباده أَولا إِلَى معرفَة ذَاته حَتَّى اسْتشْهدُوا بهَا على الْأَشْيَاء وَهدى عوام عباده إِلَى مخلوقاته حَتَّى اسْتشْهدُوا بهَا على ذَاته وَهدى كل مَخْلُوق إِلَى مَا لَا بُد لَهُ مِنْهُ فِي قَضَاء حاجاته فهدى الطِّفْل إِلَى التقام الثدي عِنْد انْفِصَاله والفرخ إِلَى الْتِقَاط الْحبّ وَقت خُرُوجه والنحل إِلَى بِنَاء بَيته على شكل التسديس لكَونه أوفق الأشكال لبدنه وأحواها وأبعدها عَن أَن يتخللها فرج ضائعة وَشرح ذَلِك يطول وَعنهُ عبر قَوْله تَعَالَى الَّذِي أعْطى كل شَيْء خلقه ثمَّ هدى ٢٠ سُورَة طه الْآيَة ٥٠ وَقَالَ تَعَالَى وَالَّذِي قدر فهدى ٨٧ سُورَة الْأَعْلَى الْآيَة ٣

والهداة من الْعباد الْأَنْبِيَاء وَالْعُلَمَاء الَّذين أرشدوا الْخلق إِلَى السَّعَادَة الأخروية وهدوهم إِلَى صِرَاط الله الْمُسْتَقيم بل الله الْهَادِي لَهُم على ألسنتهم وهم مسخرون تَحت قدرته وتدبيره

<<  <   >  >>