للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ تأملوا هَذَا الْكَذِب الهجين اللائح ذكر أَولا أَن مُوسَى أَتَى بالوباء وَأخْبر عَن الله تَعَالَى أَنه قَالَ لفرعون سأهلك مكسبك الَّذِي فِي الفحوص وخيلك وحميرك وجمالك وبقرك وأغنامك فعمم جَمِيع النَّاس مَا أَدخل فِي الْبيُوت وَمَا لم يدْخل يعم جَمِيع الْحَيَوَان صنفا صنفا ثمَّ أخبر أَن جَمِيع دَوَاب المصريين مَاتَ وَلم تمت لبني إِسْرَائِيل وَلَا دَابَّة ثمَّ ذكر أَمر النفاطات ثمَّ ذكر أَمر الْبرد وَأَن مُوسَى أنذر فِرْعَوْن من الله تَعَالَى وَأمره بِإِدْخَال أنعامه فِي الْبيُوت وَأَن مَا أدْرك الْبرد مِنْهَا فِي الفحص يهْلك فليت شعري أَي دَابَّة بقيت لفرعون وَأهل مصر وَقد ذكر أَن الوباء أهلك جَمِيعهَا وَأَيْنَ الْإِبِل وَالْحمير وَالْخَيْل وَالْغنم وَالْبَقر أَلَيْسَ هَذَا عجبا وَلَيْسَ يُمكن أَن يَقُول إِن دَوَاب بني إِسْرَائِيل هَلَكت آخرا إِذْ سلمت أَولا لِأَنَّهُ قد بَين أَنه لم يَقع من الْبرد شيءٌ فِي أَرض قَوس حَيْثُ سُكْنى بني إِسْرَائِيل وَلم يكن بَين آيَة وَآيَة بإقرارهم وَقت يُمكن فِيهِ جلب أنعام إِلَيْهِم من بلد آخر لأه لم يكن بَين آيَة وَآيَة إِلَّا يَوْم أَو يَوْمَانِ أَو قريب من ذَلِك ومصر وَاسِعَة الْأَعْمَال وَلَا تتصل بشيءٍ من العمائر بل بَين جَمِيع انْتِهَاء أقطارها من كل جِهَة وَبَين أقرب العمائر إِلَيْهَا مسيرَة أَيَّام كَثِيرَة كالشام وبلاد الغرب وَأَرْض النّوبَة والسودان وأفريقة فَظهر كذب من عمل ذَلِك الْكتاب الْمُبدل المحرف المفترى الَّذِي يزعمونه التَّوْرَاة وحاش لله من ذَلِك وَالْحَمْد لله على السَّلامَة من مثل عَمَلهم وضلالهم كثيرا

[فصل]

وَبعد ذَلِك قَالَ وَكَانَ مسكن بني إِسْرَائِيل بِمصْر أَرْبَعمِائَة وَثَلَاثِينَ سنة فَلَمَّا انْقَضتْ هَذِه السنون خرج ذَلِك الْيَوْم معسكر السَّيِّد من أَرض مصر

قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ هَذِه فضيحة الدَّهْر وشهرة الْأَبَد قاصمة الظّهْر يَقُول هَا هُنَا إِن مسكن بني إِسْرَائِيل بِمصْر أَرْبَعمِائَة سنة وَثَلَاثُونَ سنة وَقد ذكر قبل أَن قاهاث بن لاوي دخل مصر مَعَ جده يَعْقُوب وَمَعَ أَبِيه لاوي وَمَعَ سَائِر أَعْمَامه وَبني أَعْمَامه وَإِن عمر قاهاث بن لاوي الْمَذْكُور كَانَ مائَة سنة وَثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ سنة وَأَن عمرَان بن قاهاث بن لاوي الْمَذْكُور كَانَ إِلَّا خرج ببني إِسْرَائِيل من مصر مَعَ نَفسه ابْن ثَمَانِينَ سنة هَذَا كُله مَنْصُوص كَمَا نذكرهُ فِي الْكتاب الَّذِي يَزْعمُونَ أَنه التَّوْرَاة فهبك أَن قاهاث دخل مصر ابْن شهر أَو أقل وَأَن عمرَان ابْنه ولد بعد مَوته وَأَن مُوسَى بن عمرَان ولد بعد موت أَبِيه لَيْسَ يجْتَمع من كل ذَلِك إِلَّا ثَلَاثمِائَة عَام وَخَمْسُونَ عَاما فَقَط فَأَيْنَ الثَّمَانُونَ عَاما الْبَاقِيَة من جملَة أَرْبَعمِائَة سنة وَثَلَاثِينَ سنة فَإِن قَالُوا نضيف إِلَى ذَلِك مُدَّة بَقَاء يُوسُف بِمصْر قبل دُخُول أَبِيه وَإِخْوَته قُلْنَا قد بَين فِي التَّوْرَاة أَنه كَانَ إِذْ دَخلهَا ابْن سبع عشرَة سنة وَأَنه كَانَ إِذْ دَخلهَا أَبوهُ وَإِخْوَته ابْن تسع وَثَلَاثِينَ سنة فَإِذن كَانَ مقَامه بِمصْر قبل أَبِيه وَإِخْوَته اثْنَيْنِ وَعشْرين سنة ضمهَا إِلَى ثلثمِائة سنة وَخمسين سنة يقوم من الْجَمِيع بِلَا شكّ ثَلَاثمِائَة وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ سنة أَيْن الثماني وَالْخَمْسُونَ الْبَاقِيَة من أَرْبَعمِائَة وَثَلَاثِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>