للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أذن لَهُ فِيهِ واللَّه أعلم قَالَ عبد الغافر وَهَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يُشَاهد من أَحْوَاله وَسيرَته عيَانًا لَا يحْتَاج إِلَى الاستضاءة فِيهِ بِنَقْل رُؤْيا أَو حِكَايَة وَقَالَ عبد الغافر أَيْضا مُحَمَّد بن الْفَضْلِ بن أَحْمَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصاعدي الفراوي الإِمَام فَقِيه الْحرم البارع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول الْحَافِظ للقواعد نَشأ بَين الصُّوفِيَّة فِي حجورهم وَوصل إِلَيْهِ بَرَكَات أنفاسهم سمع التصانيف وَالْأُصُول من الإِمَام زين الْإِسْلَام ودرس عَلَيْهِ الْأُصُول وَالتَّفْسِير ثمَّ اخْتلف إِلَى مجْلِس إِمَام الْحَرَمَيْنِ ولازم درسه مَا عَاشَ وتفقه عَلَيْهِ وعلق عَنهُ الْأُصُول وَصَارَ من جملَة الْمَذْكُورين من أَصْحَابه وَخرج حَاجا إِلَى مَكَّة وَعقد الْمجْلس بِبَغْدَادَ وَسَائِر الْبِلَاد وَأظْهر الْعلم بالحرمين وَكَانَ مِنْهُ بهما أثر وَذكر وَنشر الْعلم وعادإلى نيسابور وَمَا تعدى قطّ حد الْعلمَاء وَلَا سيرة الصَّالِحين من التَّوَاضُع والتبذل فِي الملابس والمعايش وتستر بكتبة الشُّرُوط لاتصاله بالزمرة الشحامية مصاهرة ليصون بهَا عرضه وَعلمه عَن توقع الإرفاق ويتبلغ بِمَا يكتسبه مِنْهَا فِي أَسبَاب الْمَعيشَة من فنون الأرزاق وَقعد للتدريس فِي الْمدرسَة النَّاصحية بِرَأْس سكَّة عمار وإفادة الطّلبَة فِيهَا وَقَامَ بإمامة مَسْجِد أَبِي بكر الْمُطَرز وَقد سمع المسانيد والصحاح وَأكْثر عَن مَشَايِخ عصره مثل أَبِي الْحُسَيْن عبد الغافر وَأبي سعد الجنزروذي وَأبي سعيد الخشاب الصُّوفِي وطبقتهم وَله مجَالِس الْوَعْظ والتذكير المشحونة بالفوائد وَالْمُبَالغَة فِي النصح وحكايات الْمَشَايِخ وَذكر أَحْوَالهم

وَإِلَى الإِمَام مُحَمَّد الفاروي كَانَت رحلتي الثَّانِيَة لِأَنَّهُ كَانَ الْمَقْصُود بالرحلة فِي تِلْكَ النَّاحية لما اجْتمع فِيهِ من علو الإسنَاد

<<  <   >  >>