للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووفور الْعلم وَصِحَّة الِاعْتِقَاد وَحسن الْخلق ولين الْجَانِب والإقبال بكليته على الطَّالِب فأقمت فِي صحبته سنة كَامِلَة وغنمت من مسموعاته فَوَائِد حَسَنَة طائلة وَكَانَ مكرما لموردي عَلَيْهِ عَارِفًا بِحَق قصدي إِلَيْهِ وَمرض مرضة فِي مُدَّة مقَامي عِنْده نَهَاهُ الطَّبِيب عَن التَّمْكِين من الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِيهَا وعرفه أَن ذَلِك رُبمَا كَانَ سَببا لزِيَادَة تألمه فَقَالَ لَا أستجيز أَن أمنعهم من الْقِرَاءَة وَرُبمَا أكون قد حبست فِي الدُّنْيَا لأجلهم فَكنت أَقرَأ عَلَيْهِ فِي حَالَة مَرضه وَهُوَ ملقي على فرَاشه ثمَّ عوفي من تِلْكَ المرضة وفارقته مُتَوَجها إِلَى هراة فَقَالَ لي حِين ودعته بعد أَن أظهر الْجزع لفراقي رُبمَا لَا تَلقانِي بعد هَذَا فَكَانَ كَمَا قَالَ فجاءنَا نعيه إِلَى هراة وَكَانَ مَوته فِي الْعشْر من شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وخمسماية وَدفن فِي تربة أَبِي بكر ابْن خُزَيْمَة

وَمِنْهُم شيخنَا الإِمَام أَبُو سعد إِسْمَاعِيل بن أَبِي صَالح أَحْمد بن عَبْدِ الْمَلِكِ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمد النَّيْسَابُورِي الْمَعْرُوف بالكرماني

سُئِلَ عَن مولده وأنَا أسمع فَقَالَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة تفقه على الْأُسْتَاذ أبي الْقسم الْقشيرِي وَالْإِمَام أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه حسن النّظر مقدما فِي

<<  <   >  >>