للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي غيه وفساده تماديا واعتسافا ذَلِكُم تَقْدِير ربكُم الْقَادِر الْحَكِيم الَّذِي لَا يَسْتَطِيع سُلْطَان عَن قهره انحرافا القاهر الْعَلِيم الَّذِي لَا يملك اُحْدُ لحكمه خلافًا رغما لأنف الْكَفَرَة الباطنية الَّذين انكروا أَن يَجْعَل الله بَين أهل الْحق اخْتِلَافا وَلم يعلمُوا ان الِاخْتِلَاف بَين الْأمة يتبعهُ الرَّحْمَة كَمَا تتبع الْعبْرَة اخْتلَافهمْ مَرَاتِب وأوصافا

وشكرا لله الَّذِي وفقنا للإعتراف بِدِينِهِ إعلانا وإسرارا وسددنا للإنقياد لحكمه إِظْهَارًا وإضمارا وَلم يجعلنا من ضلال الباطنيه الَّذين يظهرون بِاللِّسَانِ إِقْرَارا ويضمرون فِي الْجنان تماديا وإصرارا ويحملون من الذُّنُوب اوقارا ويعلنون فِي الدّين تقوى ووقارا ويحتقبون من الْمَظَالِم أوزارا لانهم لَا يرجون لله وقارا وَلَو خاطبهم دعاة الْحق لَيْلًا وَنَهَارًا لم يزدهم دعاؤهم إِلَّا فِرَارًا فَإِذا أطل عَلَيْهِم سيف أهل الْحق آثروا الْحق إيثارا وَإِذا انقشع عَنْهُم ظله أصروا واستكبروا استكبارا فنسأل الله أَن لَا يدع على وَجه الأَرْض مِنْهُم ديارًا وَنُصَلِّي على رَسُوله الْمُصْطَفى وعَلى آله وخلفائه الرَّاشِدين من بعده صلوَات بِعَدَد قطر السَّحَاب تهمى مدرارا وتزداد على ممر الْأَيَّام استمرارا وتتجدد على توالي الأعوام تلاحقا وتكرارا

أما بعد فَإِنِّي لم أزل مُدَّة الْمقَام بِمَدِينَة السَّلَام متشوفا إِلَى أَن أخدم المواقف المقدسة النَّبَوِيَّة الامامية المستظهرية ضاعف الله جلالها وَمد على طَبَقَات

<<  <   >  >>