للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَذْهَبهم فَإِن النَّقْل عَنْهُم مُخْتَلف وَأكْثر مَا حُكيَ عَنْهُم إِذا عرض عَلَيْهِم انكروه وَإِذا رُوجِعَ فِيهِ الَّذين اسْتَجَابُوا لدعوتهم جحدوه وَالَّذِي قدمْنَاهُ فِي جملَة مَذْهَبهم يَقْتَضِي لَا محَالة ان يكون النَّقْل عَنْهُم مُخْتَلفا مضطربا فانهم لَا يخاطبون الْخلق بمسلك وَاحِد بل غرضهم الاستتباع والاحتيال فَلذَلِك تخْتَلف كلمتهم ويتفاوت نقل الْمَذْهَب عَنْهُم فان مَا حُكيَ عَنْهُم فِي الْخلْع والسلخ لَا يظهرونه إِلَّا مَعَ من بلغ الْغَايَة القصوى بل رُبمَا يخاطبون بِالْخلْعِ من يُنكرُونَ مَعَه السلخ فلنرجع إِلَى بَيَان أَطْرَاف الْمَذْهَب

الطّرف الاول فِي معتقدهم فِي الالهيات وَقد اتّفقت أقاويل نَقله المقالات من غير تردد انهم قَائِلُونَ بإلهين قديمين لَا أول لوجودهما من حَيْثُ الزَّمَان الا ان احدهما عِلّة لوُجُود الثَّانِي وَاسم الْعلَّة السَّابِق وَاسم الْمَعْلُول التَّالِي وان السَّابِق خلق الْعَالم بِوَاسِطَة التَّالِي لَا بِنَفسِهِ وَقد يُسمى الاول عقلا وَالثَّانِي نفسا ويزعمون ان الأول هُوَ التَّام بِالْفِعْلِ وَالثَّانِي بالاضافة اليه نَاقص لانه معلوله وَرُبمَا لبسوا على الْعَوام مستدلين بآيَات من الْقُرْآن عَلَيْهِ كَقَوْلِه تَعَالَى {إِنَّا نَحن نزلنَا} و {نَحن قسمنا} وَزَعَمُوا ان هَذِه إِشَارَة الى جمع لَا يصدر عَن وَاحِد وَلذَلِك قَالَ {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} إِشَارَة الى السَّابِق من الالهين فانه الاعلى وَلَوْلَا ان مَعَه إِلَهًا آخر لَهُ الْعُلُوّ أَيْضا لما انتظم إِطْلَاق الْأَعْلَى وَرُبمَا

<<  <   >  >>