للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَحكى لي ابو الزيان صَاحبه متبجحا انه مابقي مِنْهُم صَاحبه بِأَرْض فَارس الا سِتَّة نفر وَمَا بَقِي من اماناته فَهُوَ اكبرها وأجلها وَهُوَ وُرُوده تَحت الركاب لنصرة ابْن عَمه عَليّ زَعمه

فَلَمَّا ورد على تِلْكَ الصُّورَة وَقع التشكك فِيهِ قبل ان يحكم اموره وَأَعْطَاهُ من الايمان والعهود مَا استدعى التائبين بِفِعْلِهِ (٢٨٣١٤٤) واستجلب السّكُون الى مَا اضمره من اغتياله وختله وَعز الدولة ينْسب الى مَا يَأْتِيهِ الى الْجَمِيل ولايستريب بِهِ فِي كثير وَلَا قَلِيل

فَلَمَّا سكن اليه وَاعْتمد فِي التَّوَسُّط بَينه وَبَين اوليائه عَلَيْهِ انتهز فرصته واستلب غرته وَاسْتولى على الامور كَأَنَّهُ مَالِكهَا وأنشب مخالبه فِيهَا فَكَأَنَّهُ لم يزل مدبرها وَجعل ارش مسيرَة لمعاونته انتهاك مَحَارمه وتشتيت اصحابه وَحرمه وتناسى افعال معز الدولة لَهُ ولوالده مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة وبذله عَنْهُمَا عَظِيم الاموال ونفيس الاحوال فِي دفع اصحاب خُرَاسَان كل دفْعَة وَكسر عَسَاكِر وشمكير وَالله تَعَالَى يهْلك الظَّالِمين وَيَأْخُذ الباغين

ورآى انه مَتى عاجلني ظهر تمويهة وثار بِهِ سَائِر الاولياء وانكشف تَدْبيره فَأسر أَمْرِي فِي نَفسه وَلم يتَمَكَّن من اظهاره فِي وقته فأطمعته كل الاطماع فِي ارْتِفَاع مَا ضمنته من الاموال واعتمدت فِي اموره على من اعطاني الْمقدرَة عَلَيْهَا ولجأت الى كرمة فِي ماعود مِنْهَا حَتَّى قفزت من بَين يَدَيْهِ قفزة يالهفة عَلَيْهَا لَو ادركها وأسفه على مَا تمّ لي فِيهَا وَكنت بحول الله فِي تدبيري كَمَا قَالَ ثَابت الْخُزَاعِيّ ... اذا الْمَرْء لم يحتل وَقد جد جده ... اضاع وقاسى امْرَهْ وَهُوَ مُدبر

وَلَكِن اخو الحزم الَّذِي لَيْسَ نازلا ... بِهِ الْخطب الا وَهُوَ للقصد مبصر ...

وَكَانَت نَفسِي تنازعني تَقْدِيم مَا تَأَخّر وتجاذبني تَعْجِيل مَا (٢٨٤١٤٥) تأجل فأجبتها بِمَا قَالَه عَليّ بن مُحَمَّد الْبَصْرِيّ الْعلوِي ... واذا تنازعني اقول لَهَا اصْبِرِي ... موتا يريحك اَوْ صعُود الْمِنْبَر

مَا قد قضى سَيكون فاصطبري لَهُ ... وَلَك الامان من الَّذِي لم يقدر ...

وَقد لقِيت كَافَّة جيوشه وَعَامة اصحابه وَهِي كعدد اهل اُحْدُ كَثْرَة بفتيان كعدد اهل بدر قلَّة فَمَا زلت مَعَهم فِي كل الايام كَمَا قَالَ عَليّ بن مُحَمَّد ايضا ... وانا لتصبح اسيافنا ... اذا مَا انتضين ليَوْم سفوك

منابرهن بطُون الاكف ... وأعمادهن رُؤُوس الْمُلُوك ...

وانا اعْرِض عَلَيْهِ ضد مَا عرض عَليّ لانه صَحِيح وانا بِهِ ملي وَفِي وَقد آمَنت

<<  <   >  >>