للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَبعث على الْكُوفَة الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَيُقَال إِن مُعَاوِيَة كَانَ ولي على الْكُوفَة أَولا عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فتاه الْمُغيرَة بن شُعْبَة متنصحاً وَقَالَ عَمْرو بِمصْر وَابْنه بِالْكُوفَةِ فَأَنت بَين نابي الْأسد فعزل مُعَاوِيَة حينئذِ عبد الله بن عَمْرو عَن الْكُوفَة وولاها الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَبلغ ذَلِك عَمْرو بن الْعَاصِ فَقَالَ لمعاوية إِن الْمُغيرَة يحتاز المَال فَلَا تَقدِرُ على رده مِنْهُ فَاسْتعْمل من يخافك فقصر مُعَاوِيَة ولَايَة الْمُغيرَة على الصَّلَاة وَولي على الْخراج غَيره ثمَّ ولي على الْبَصْرَة بُسر بن أَرْطَاة العامري وَكَانَ قد تغلب عَلَيْهَا حمْرَان بن أبان عِنْد صلح الْحسن مَعَ مُعَاوِيَة فَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة بُسراً فَخَطب النَّاس وَتعرض لعَلي ثمَّ قَالَ أنْشد الله رجلَا يعلم أَنِّي صَادِق أَو كَاذِب إِلَّا صدقني أَو كَذبَنِي فَقَالَ لَهُ أَبُو بكرَة وَهُوَ صَحَابِيّ مَشْهُور اسْمه نُفَيع بن الْحَارِث بن كلدة الثَّقَفِيّ قلت لقب بِأبي بكرَة لِأَنَّهُ كَانَ مَعَ ثَقِيف فِي حصن الطَّائِف حَال حِصَار النَّبِي

أهل الطَّائِف فَنَادَى

من أَتَى إِلَيْنَا فَلهُ الْأمان وَهُوَ حر فَتَدَلَّى نفيع بن الْحَارِث هَذَا من أَعلَى الْحصن ببكرة وَنزل إِلَيْهِ

وَأسلم فلقب لذَلِك بِأبي بكرَة اللَّهُمَّ لَا نعلمك إِلَّا كَاذِبًا فَأمر بِهِ يسجن فَقَامَ أَبُو لؤلؤة الضَّبِّيّ فَدفع عَنهُ وَكن على فَارس من أَعمال الْبَصْرَة زِيَاد ابْن أَبِيه عَاملا لعَلي فَبعث إِلَيْهِ مُعَاوِيَة يَطْلُبهُ بِالْمَالِ فَقَالَ زِيَاد صرفْتُ بعضه فِي وَجهه واستودعتُ بعضه للْحَاجة إِلَيْهِ وحملت مَا فضل إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَحمَه لله ورضِيَ عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَة بالقدوم لينْظر فِي ذَلِك فَامْتنعَ فَلَمَّا ولي بسر جمع عِنْده أَوْلَاد زِيَاد الأكابر عبد الرَّحْمَن وَعبيد الله وعباداً وَكتب إِلَيْهِ لتقدمن أَو لأقتلن بنيك فَامْتنعَ زِيَاد واعتزم على قَتلهمْ فَأَتَاهُ أَبُو بكر وَكَانَ أَخا زِيَاد لأمه وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك فَقَالَ لبسر أخذتهم بِلَا ذَنْب وَصلح الْحسن مَعَ مُعَاوِيَة علَى أَصْحَاب عَليّ حَيْثُ كَانُوا فأمهله بسر إِلَى أَن يَأْتِي كتاب مُعَاوِيَة ثمَّ قدم أَبُو بكر على مُعَاوِيَة وَقَالَ إِن النَّاس لم يبايعوا علَى قتل الْأَطْفَال وَإِن بُسراً يُرِيد قتل بني زِيَاد فَكتب مُعَاوِيَة إِلَى بسر بتخليتهم وَجَاء إِلَى السجْن بعد المعياد وَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا سَاعَة وهم

<<  <  ج: ص:  >  >>